وفي ثنايا القصّة وتفاصيلها نعايش مشاهد تبخّر هذه الدّعوى والحماس، وأول ذلك:{قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ}(البقرة: من الآية ٢٤٧) . وتبدأ رحلة الجهاد، ويبدأ معها تحقق ما قاله نبيهم في خوفه من عدم صدقهم وثباتهم:{إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ}(البقرة: من الآية ٢٤٩) . والنتيجة {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}(البقرة: من الآية ٢٤٩) . وبعد ذلك تقول فئة من البقية الباقية:{لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ}(البقرة: من الآية ٢٤٩) .
وأخيرًا لا يثبت إلا فئة أقل من القليل، ولعل هذه الفئة التي قتلت جالوت، وانتصرت بعد ثباتها لم تكن من أولئك المتحمسين المندفعين، الذين كانوا أول الهاربين والمتخاذلين.