للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متى تلقني في تغلب ابنة وائل ... وأشياعها ترقى إليك المسالح

فإذا كان هذا شأن من لا يعرف الكتابة من الشعراء، فما ظنك بمن كان هو نفسه كاتبًا؟

وحسبنا أن نعرض أسماء من عثرنا عليهم من شعراء الجاهلية ممن كانوا يكتبون، على أن نشير إلى أن إغفال النص على معرفة غيرهم بالكتابة لا يعني أن هؤلاء الذين لم ينص على علمهم بالكتابة كانوا جميعًا يجهلونها.

فمنهم عدي بن زيد العبادي: الذي طرحه أبوه -حين أيفع- في الكُتَّاب، حتى إذا حذق الخط العربي أرسله إلى كتاب الفارسية، فصار أفصح الناس وأكتبهم بالعربية والفارسية، ثم انتقل إلى بلاط فارس فأصبح كاتبًا بالعربية ومترجمًا في ديوان كسرى١.

ومن الشعراء الذين كانوا كتابًا بالعربية ومترجمين في بلاط فارس: لقيط بن يعمر الإيادي٢. وهو الذي أرسل إلى قومه ينذرهم بعزم كسرى على قتالهم، وصحيفته في ذلك مشهورة ابتدأها بقوله:

سلام في الصحيفة من لقيط ... إلى من بالجزيرة من إياد

وختمها بقوله:

هذا كتابي إليكم والنذير لكم ... لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا

وهي قصيدة طويلة تزيد على الخمسين بيتًا.

ومن الشعراء الذين تعلموا الخط والكتابة في مدارس الحيرة: المرقش وأخوه حرملة، وكان أبوهما سعد بن مالك وضع مرقشًا وأخاه -وهما أحب بنيه إليه-


١ الأغاني ٢: ١٠١-١٠٢.
٢ مختارات ابن الشجري "المطبعة العامرة سنة ١٣٠٦هـ" ص٢-٧، وانظر أيضًا ابن قتيبة، الشعر والشعراء ١: ١٥٢، والأغاني "ساسي" ٢٠: ٢٤.

<<  <   >  >>