للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطلبه لتفسير القرآن، فمما قاله في ذلك١: "وإذا سألتم عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر؛ فإن الشعر ديوان العرب".

وقد حاج ابن عباس عمرو بن العاص في مجلس معاوية رضي الله عنهم في آية٢، فقال عمرو: تغرب في عين حامية؛ وقال ابن عباس: حمئة. فلما خرج إذا رجل من الأزد قال له: بلغني ما بينكما، ولو كنت عندك أفدتك بأبيات قالها تُبَّع:

فرأى مغار الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلبٍ وثأطٍ حرمد٣

فقال ابن عباس: اكتبها يا غلام.

وقال عثمان بن أبي العاصي الثقفي لبنيه: "يا بني، إني قد أمجدتكم في أمهاتكم، وأحسنت مهنة أموالكم، وإني ما جلست في ظل رجل من ثقيف أشتم عرضه. والناكح مغترس، فلينظر امرؤ منكم حيث يضع غرسه؛ والعرق السوء قلما ينجب ولو بعد حين". فقال ابن عباس: يا غلام اكتب لنا هذا الحديث٤.

وقال ابن عباس كذلك٥: ما كنت لأدري ما {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض} حتى احتكم إلي أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها؛ أي ابتدأت حفرها.

وقد ذكر عكرمة٦ أنه ما سمع ابن عباس فسر آية من كتاب الله عز وجل


١ السيوطي، المزهر ٢: ٣٠٢.
٢ الزمخشري، الفائق ١: ٢٩٧.
٣ الخلب: الطين اللزج. الثأط: الحمأة. الحرمد: الأسود.
٤ الجاحظ، البيان والتبيين ٢: ٦٧.
٥ الفائق ٢: ٢٨٣.
٦ التبريزي، شرح الحماسة: ١-٣.

<<  <   >  >>