للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتمثل كذلك ببيت عبيد بن الأبرص:

من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب

ويشير إلى أنهم كانوا يخشون ما يغضب الله من الذنوب، ويتمثل ببيت امرئ القيس:

فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثمًا من الله ولا واغل

ويذكر أنهم كانوا يصفون الله بأنه ذو الأمر المقضي، ويشير إلى بيت الحارث بن حلزة:

فهداهم بالأسودين وأمر الـ ... ـله بلغ تشقى به الأشقياء

إلى آخر ما يورد من أمثلة هذا الباب. ثم يستنتج من ذلك١ "أن الديانة الوحيدة التي يصح أن يعتنقها هؤلاء الشعراء الجاهليون هي الإسلام". ويقول إن هؤلاء الشعراء لم يكونوا "موحدين متمسكين بالوحدانة حسب، بل إنهم ليكشفون عن معرفتهم بأمور يذكر القرآن أنها لم يكن يعرفها العرب قبل نزول الوحي. ففي سورة رقم ١١ آية ٥١ يذكر أنه لا محمد ولا قومه سمعوا من قبل بقصة نوح٢، وهذا القول متفق مع ما نستنبطه من النقوش التي لا تشير إلى السلالات العربية الواردة في التوراة والتي تشير إليها هذه القصة". ثم يشير إلى أن النابغة كان يعرف هذه القصة بتفصيلاتها، ويعقب على ذلك بقوله: "ويبدو أن القرآن هو المصدر الوحيد عن هذا الأمر"، ويورد بيت النابغة:

فألفيت الأمانة لم تخنها ... كذلك كان نوح لا يخون


١ ص٤٣٦.
٢ {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: ٤٩] .

<<  <   >  >>