للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب الزبرقان بن بدر إلى زوجته أن تحسن إلى الحطيئة وتستوصي به خيرًا١.

وقد كانوا يبدءون كتبهم هذه بـ "باسمك اللهم"، ويقال إن أمية بن أبي الصلت هو الذي علم أهل مكة ذلك فجعلوها في أول كتبهم٢. فكانت قريش تكتب في جاهليتها "باسمك اللهم" وكان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، ثم نزلت سورة "هود" وفيها {بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكتب في صدر كتبه "بسم الله"، ثم نزلت في سورة "بني إسرائيل: {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} فكتب "بسم الله الرحمن" ثم نزلت في سورة "النمل": {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فجعل ذلك في صدر الكتب إلى الساعة٣.

-٦-

وضرب سادس من الكتابة لا ندري عنه إلا النزر اليسير، ولكنا مع ذلك لا نستبيح إغفاله؛ لأننا في هذا الاستقصاء إنما نثبت كل ما عثرنا عليه، وعسى أن يكمل غيرنا ما فيه من نقص، أو يفصل ما فيه من إيجاز. وهذا الضرب السادس هو: مكاتبة الرقيق. وذلك أن يتفق العبد وسيده على قدر معلوم من المال يكون في الغالب مساويًا لثمنه، فإذا أداه لسيده عتق وأصبح حرًّا.

وأغلب الظن أن هذا الاتفاق كان يتم في بعض الأحوال شفاهًا لا تسجيل فيه، ولكنه في حالات أخرى يسجل ويكتب، فقد رُوي أن أبا أيوب


١ الأغاني ٢: ١٨٠.
٢ الأغاني ٣: ١٢٣.
٣ الصولي، أدب الكتاب: ٣١؛ وابن السيد البطليوسي، الاقتضاب، ١٠٣-١٠٤.

<<  <   >  >>