للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَظَلّ لننا يومٌ لذيذ بنعمة ... فَقِلْ في مَقِيلٍ نحسُه مُتَغَيَبِّ

التقدير: مُتَغيِّب حسُه. وقول النابغة:

ولا بُدَّ من عوجاء تَهْوِى براكب

إلى ابن الجلاح سيرُها الليل قاصِدِ

التقدير: قاصِدٍ سيرها. وقال الآخر:

لمن زُخْلُوقَةٌ زُلُّ ... بها العينانِ تَنْهلُّ

وهذا وما أشبه قد أجاب عنه الناظم بجواب مجمل، وذلك قوله: «فإن ظَهَرْ .. فَهْوَ وإِلا فَضَمِيرٌ استَتَرْ»، يريدُ أنَّ الفاعل لا بُدَّ منه بعد الفعل، فقد يكون ظاهرًا، وذلك نحو: قام زيدٌ، وقد يكون مضمرًا نحو: زيدٌ قام. ففي قام ضمير عائد على زيد، تقديره: قام هو، ولا يتكلم بِهُوَ. فإذا ظهر الفاعل بعد الفعل فذاك، وإن لم يظهر فالفاعل ضمير مستترٌ في الفعِل أو فيما أشبهه. ولا يريد بقوله: «فإن ظهر»، فإن كان غير ضمير، وإنما يعنى إن ظهر للعيان في النظق، فيدخلُ فيه الظاهر ضدّ المضمر، نحو: قام زيد، كما ذكر. ويدخلُ فيه الضمير البارز نحو: قمتٌ، وقاما، وقاموا، وقُمْ، وما قام إلا أنا، لأنه قد ظهر ولم يستتر. ويدلّ على هذا المقصد من كلامه قوله في قسيمه: «وإلّا فَضَمِير اسْتَتَرْ»، فوصفه بالاستتار، ولا/ يقال في الضمير البارز: مستتر، فتقسيمه الفاعل إلى ما ظهر وإلى ما استتر يعيِّنُ ما ذكر. وإذا ثبت فكل ما تُوِهِّمَ أن الفاعل فيه مقدّم فليس كذلك، بل الفاعل فيه ضمير مستتر في ذلك الفِعل، أو في الاسم الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>