للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما مثال (الإفْعَال) فقد تقدَّم.

ومثال (الاسْتِفْعَال) اسْتَقَام اسْتِقَاماً، واسْتَدَان اسْتِداَناً، ولا أحفظه منقولاً عن العرب. وإنما جاز حذف التاء هنا بخلاف (التَّعْزِية) ونحوه؛ لأنهم قد يأتون بالأصل فيرُّدون المحذوف، وإن كان حرف علة، كالاسْتْحِواذ والإجْوَاد ونحوهما، فرُوعيَ رَدُّهم لها للأصل، فاستخَفُّوا (١) حذف التاء. وأما مثل (التَّعْزِية) فلم يقولوا: تعزِّياً ولا تعدِّياً، فيردُّوا المحذوف أصلا، فللك أَلزموا العِوَض. هذا معنى تعليل سيبويه (٢).

و((ذَا)) في كلامه مبتدأ، خبره ((لَزِم))، و (التَّا) مفعول ((لَزِمَ))، و ((غالبا)) حال.

وبقي هنا النظر غي أمرين، أحدهما: إن رَأْي الناظم في نحو {إقَامِ الصَّلاَةِ} أن تكون التاء حُذفت لغير الإضافة، فإنه لا يستقيم الاستدلال بالآية إلا على ذلك.

فأمَّا إن جَعل حذفَها من باب قوله، أنشده الفراء (٣):


(١) في الأصل: ((فاستحقوا)) وهو تصحيف. وما أثبته من (ت، س).
(٢) حيث يقول (٤/ ٨٣): ((وأما عزيت تعزية ونحوها فلا يجوز الحذف فيه ولا فيما أشبهه، لأنهم لا يجيئون بالياء في شيء من بنات الياء والواو مما هما فيه في موضع اللام صحيحتين)).
(٣) معاني القرآن (٢/ ٢٥٤) وصدره:
* إنَّ الخليط أجَدُّوا البَيْنَ فانْجردُوا *
وقد استشهد به الفراء على جواز حذف الهاء للإضافة حيث يقول: ((وإنما استجيز سقوط الهاء من قوله {وإِقَامِ الصَّلاَةِ} لإضافتهم إياه، وقالوا: الخافض وما خفض بمنزلة الحرف الواحد، فلذلك أسقطوها في الإضافة)). والبيت للفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب. وهو من شواهد الخصائص ٣/ ١٧١، والتصريح ٢/ ٣٩٦، والأشموني ٢/ ٢٣٧، و ٤/ ٣٤١، وانظر: العيني ٤/ ٥٧٣، وشرح شواهد الشافية للبغدادي ٤/ ٦٤. والخليط: المخالط، كالجليس والمجالس، يريد الفريق المخالط في الإقامة وقت النجعة. وأجدوا: أحدثوا، والبين: الفرق والبعد. وانجردوا: بعدوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>