للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألاَ يَا اسْلَمِي يا دَارَمَيَّ على البِلىَ

ولاَزَالَ مُنْهَلاً بَجْر عَائِكِ القَطْرُ

وقال الآخر (١):

* يَا قَاتَلَ اللَّهُ بَنِى السِّعْلاَتِ *

وذلك في كلامهم كثير. وأما الماضي فلا يُحذف المنادى معه.

فالجواب أن عدم التصرف لِمَا لحقهما من المعنى المقصودِ به نهايةُ المدح والذم، فجُعِلت دلالتُهما (٢) على الحال، لأنه لا يُمدح إلا بما هو ثابت موجود في الحال، لا ما كان ماضياً فانقطع، أو مستقبلاً لم يَقَع.

وأيضاً لَمَّا دَخلهما معنى الإنشاء صَرفهما عن أصلهما، كـ (أَفْعِلْ به) في التعجُّب.

وأما دخول الجارِّ فعلى الحكاية وتقدير القول، كأنه قال: ما زيدٌ بمقولٍ فيه هذا الكلام، كما قال الشاعر (٣):


(١) هو علباء بن أرقم اليشكري، وقد استشهد به في الخصائص ٢/ ٥٣، والإنصاف ١١٩، وابن يعيش ١٠/ ٣٦، ٤١، وشرح شواهد الشافية ٤٦٩، واللسان (نوت، سين). ويروي ((يا لعن الله)) و ((يا قبح الله)) وبعده:
عَمرو بن يَرْبوعٍ شرارَ الناتِ غير أعِفَّاءَ ولا أكْياتِ
والسَّعلاة: الغول، أو ساحرة الجن، وتشبه بها المرأة إذا كانت قبيحة الوجه، سيئة الخلق. وأصل (النات، والأكيات) الناس، والأكياس، فأبدلت السين تاء، وهي لغة لبعض العرب.
(٢) في (ت) ((فجعل في دلالتهما)).
(٣) الخصائص ٢/ ٣٦٦، والإنصاف ١١٢، وشرح الرضي على الكافية ٤/ ٢٤٦، والخزانة ٩/ ٣٨٨، وابن يعيش ٣/ ٦٢، والأشموني ٣/ ٢٧، والعيني ٤/ ٣، واللسان (نوم).
وبعده: * ولا مُخالطِ اللَّيّانِ جانُبْه *
واللَّيان- بفتح اللام والياء- أحد مصادر (لان) يريد أن جنبه لا يجد مكاناً سهلاً لينا. وهذا البيت مجهول القائل على الرغم من كثرة دورانه في كتب النحو.

<<  <  ج: ص:  >  >>