للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ

وحَبَّذَا ساكنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانَا

وحَبَّذَا نَفَحاتٌ من يَمَانَيِةٍ

تَأْتِيكَ من قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحْيَانَا

وبعد هذا بيت الكتاب (١):

هَبَّتْ جَنُوباً فَذِكْرَى مَا ذَكَرْتكُمُ

عِنْدَ الصَّفَاةِ التي شَرْقِيَّ حَوْرَانَا

وقال الراجز (٢):

يَا حَبَّذَا القَمْراءُ واللَّيُّل السَّاجْ

وطُرُقٌ مِثْلُ مُلاَءِ النَّسَّاجْ

وأنشد المؤلف (٣):

حَبَّذَا أنتَما خَلِيلَيَّ إنْ لَمْ

تَعْذُلاَنِي في دَمْعِيَ المُهْرَاقِ

وذلك كثير.

فعلى هذا لا يقال: (حَبَّ زيدٌ) ولا (حَبَّ الرجلُ) إلا قليلا، سيُنَبِّه عليه بعد،


(١) الكتاب ١/ ٢٢٢، ٤٠٤. والصفاة: الصخرة الملساء، وحَوْران: بلد بالشام، يقول: كلما هبت الرياح من قبل الجنوب ذكر أهله وأحبابه لهبوبها من ناحيتهم. وقد استشهد به سيبويه على أن ((شرقيَّ)) هنا ظرف ولا مناسبة له في هذا الباب! .
(٢) الخصائص ٢/ ١١٥، وابن يعيش ٧/ ١٣٩، ١٤١، واللسان (سجا) ونسبه للحارثي. والقمراء: الليلة المنيرة بضوء القمر. والليل الساجي: الساكن الهادئ. والملاء: جمع مُلاءة، وهي الملحفة أو الإزار. شبه الطرق وقد سطع نور القمر عليها بخيوط ملاءة بيضاء قد نسجت.
(٣) الهمع ٥/ ٤٥، والدرر ٢/ ١١٥. وعذله يعذُله- بكسر اللام وضمها- لامه. والمهراق: المصبوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>