للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفتح، و (العَمْر والعُمرْ) مستعملان، فإذا قالوا: لعمرك التزموا فتح العين (١)، إلى غير ذلك مما لا يحصى.

فلما ثبت للعرب هذا الأصل لم يَجُزْ أن يجرى القياس للفظ في كل موضع إلا مع الالتفات إلى السماع، ولم نجد من العرب من يقول: قام القوم كُلٍّ، ولا مررت بالقوم كلٍّ، ولا ما أشبه ذلك، وإنما سمع هذا في موضعٍ/ محتمل، والقياس مع الاحتمال لا يستتب فالصحيح إذاً الوقوف على ما سمع، وهو الإضافة.

والمعنى الثاني أن هذه الإضافة تختص بالضمير، فلا يضاف هذه الألفاظ إلى الظاهر، فلا تقول: قام القوم كلُّ القوم، ولا قام الرجلان كلا الرَّجُلين، وما أشبه ذلك.

وكذلك (النفس والعين) ولذلك قال هناك: "مع ضمير طابق المؤكدا" وما جاء على خلاف ذلك فنادر، كقول الشاعر: (٢)

أنت الجواد الذي ترجى نوافله

وأبعد الناس كلِّ الناس من عار

وأقرب الناس كلِّ الناس من كرمٍ

يعطي الرغائب لم يضهمم بإقتار


(١) اللسان (عمر).
(٢) هو الفرزدق، ديوانه ٤١٢، والهمع ٥/ ٢٠٠، والدرر ٢/ ١٥٥. والنوافل: جمع نافلة، وهي هنا: الهبة والعطية. والعار: كل ما يلزم منه سبّة أو عيب. والرغائب: جمع رغيبة، وهي العطاء الكثير. والإقتار: ضيق العيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>