رددته إلى حروفه الأُوَل وهي الواو والقاف واللام مطلقا من غير مراعاةِ
ترتيبها وهذا في الإطلاق صحيح بخلاف ما إذا قلتَ إنك رددتها إلى
مادته لأن المادة إنما تُطلق اصطلاحا على الحروف مرتَّبا بعضُها على بعض
فمادةُ الاقليلاء: ق ل ووليست في الترتيب كمادة ولق التي هي: ول ق
فليست ول ق للاقليلاء وإنما هي حروفها مطلقا وبهذا المعنى بيّن ابن جني
كل واحد من الاشتقاقين فقال في حد الأصغر: هو أن تأخذ أصلا من
الأصول فتتقرّاه فتجمع بين معانيه وإن اختلفت صِيَغُهُ ومبانيه وقال في
الأكبر: هو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة
معنى واحدا تجمع فيه التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه
وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه وقد حُدَّا بحدود
أُخَر لا حاجة إلى ذكرها والمستعمل في التصريف الجاري على ألسنة أهله هو
الأصغر وحده وهو الذي يُعتمد عليه باتفاق منهم
والثاني من الأدلة التصريف وهو على قسمين تصريف عربي
وتصريف صناعي
فالتصريف العربي هو إبراز المادة في صُوَرٍ مختلفة لتدل دلالة
إضافية تفصيلية على ما دلت عليه المادة دلالة مطلقة إجمالية وذلك أنّ المادة
الأولى إنما تدل على معناها الذي وُضعت له دلالة مجملة لا مُفصَّلة ومطلقة لا
مُقيَّدة بشيء ولا مضافة إلى شيء ولا إلى اعتبارٍ ما دون اعتبار بل هي
مطلقة بحسب الأزمان والأمكنة والفاعلين والمفعول بهم والأحوال والأنواع وغير
ذلك من الاعتبارات فالتصريف يُبرز تلك المادة في أبنية مختلفة دالة على أمور
[٤٥١]