للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العَرَبُ الشُّعَرَاءُ وَنَصبَتْهُ مَعْلَمًا لأَفْكَارِهَا، وَمَسْرَحًا لِخَوَاطِرِهَا لَبَعِيْدٌ أَنْ يَقَعَ النَّصُّ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ أحْسَنُ النَّاسِ تَشْبِيْهًا امْرُؤُ القَيْسِ قال: فِيْمَ قُلْتُ في قَوْلِهِ (١):

كَأنَّ عُيُوْنَ الوَحْشِ حول خبائنا. . . . البَيْتُ

وَقَوْلِهِ (٢): [من الطويل]

كَأنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْبًا وَيَابِسًا

وَقَوْلِهِ (٣): [من الطويل]

سَمَوْتُ لَهَا مِنْ بَعْدِ مَا نَامَ أهْلُهَا ... سُمُوَّ حَبَابِ المَاءِ حَالًا عَلَى حَالِ

قَالَ: فَالْتَفَتَ إلَى يَحْيَى، فَقَالَ هَذِهِ وَاحِدَةٌ، قَدْ نَصَّ عَلَى أنَّ امْرَئ القَيْسِ أبْرَعُ النَّاسِ تَشْبيْهًا. فَقَالَ يَحْيَى: هِيَ لَكَ يا أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. ثُمَّ قَالَ لِي الرَّشِيْدُ: فَمَا أبْرَعُ تَشْبِيْهَاتِهِ عِنْدَكَ؟ ، قُلتُ: قَوْلهُ يَصفُ فَرَسًا (٤): [من المتقارب]

كَأَنَّ تَشَوُّفَهُ بِالضُحَى ... تَشَوُّفُ أزْرَقَ ذِي مخْلَبِ

إِذَا بُزَّ عَنْهُ جِلَالٌ لَهُ ... تَقُوْلُ سَلِيْبٌ وَلَمْ يُسْلَبِ

فَقَالَ الرَّشِيْدُ: هَذَا حَسَنٌ وَأحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُهُ (٥): [من الطويل]

فَرُحْنَا بِكَآبِنِ المَاءِ يُجنَبُ وَسْطَنَا ... تَصَعَّدُ فِيْهِ العَيْنُ طُوْرًا وَتَرْتَقِي (٦)


(١) ديوانه ص ٥٣.
(٢) ديوان امرئ القيس ص ٣٨.
(٣) ديوان امرئ القيس ص ٣١.
(٤) لم ترد في ديوان امرئ القيس.
(٥) لامرئ القيس في ديوانه ص ١٧٦.
(٦) هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ أَوَّلُهَا (١):
آلَا أَنْعِمْ صَبَاحًا أَيُّهَا الرَّبعُ وَانْطِقْ ... وَحَدِّثْ حَدِيْثِيَ الحَيّ أنْ شِئْتَ وَاصْدقِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>