ولهذا العتب أوجهٌ كثيرةٌ منها أنَّه كان على سزكين، وقد دلَّه زلهايم على موضع ترجمته، أن يستقريء -كما هي أصول البحث العلمي- "الدر الفريد" استقراءً مُتمعِّنًا فيزيد على الترجمة ما ذكره المؤلف نفسه عن حياته.
ولو كان فعل لكان عرف أنه -على سبيل المثال- من تلاميذ الصغاني صاحب معجم "العباب" الذي حقّقه الشيخ محمد حسن آل ياسين، ولعرف أنَّه من أصدقاء ياقوت الحموي، وشمس الدين الكوفي، وسواهم. ولعرف أنَّه فقد ولديْه وقد بلغا مبلغ الرجال، وأنّه تربّى -كما سلف- في كنف إقبال الشرابي وهكذا.
ويبقى من همي أن أُنبِّه إلى ضرورة تحقيق هذا الكتاب الجليل؛ لأنّه من دون أدنى شكٍّ يضيفُ إلى ثقافتنا الشعرية أشياء ثمينة، ولأنّ العلامة سزكين لم يطبع منه إلا مئتي نسخة خطية جمعها من مكتبات تركيا وإيران، فكان من حُسن حظي أن اقتنيتُ واحدة منها على الرغم من غلاء ثمنها غلاءً لا يكاد يحتمله من هو مثلي.
هذا ولو كنتُ إلى جوار مكتبتي التي تركتها في العراق بحيث أستطيع أن أخرِّج أقواله من مصادرها لما تركتُ أحدًا يسبقني إلى تحقيقه، وتعميم فائدته، ولكن:
ما كلُّ ما يتمنَى المرءُ يدركُه ... تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُّفنُ
بوزنان - بولندة في: ٢٠/ ٥/ ٢٠٠١
[ثقافته وأدبه]
صحب جماعة من علماء زمانه، وقد أشار بين ثنايا كتابه إلى ذلك، فهو يقول عن الشيخ العلامة الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني رحمه اللَّه:"أدركت زمانه، ورويت عنه، وكان فريد عصره، وأوحد وقته، من كبار العلماء، ونبلاء الفضلاء، بحر زاخر، ونور ساطع باهر" ٣/ ١٩٥ - خ.
[شاعريته وشعره]
بين ثنايا أجزاء هذا السفر أبيات ومقطوعات شعرية نسبها المؤلف إلى نفسه،