للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سَنَة ثمانٍ وثلاثين وثلثِمائةٍ. أوَّلُها:

بِنَا منكَ فَوقَ الرَّملِ مَا بكَ فِي الرَّملِ، البَيتُ، وبعدَهُ:

كَأَنَّكَ بصَرتَ الَّذِي بِي وخفتَهُ ... إِذَا عِشتَ فاحتَرتَ الحَمامَ عَلى الثُكلِ

فإِن بك في قَبرٍ فَإِنَّكَ في الحَشَا ... وَإن تَكُ طِفلًا فالأسَى لَيسَ بالطِّفلِ

وَمثلُكَ لا يُبكَى عَلَى قَدرِ سِنِّهِ ... وَلَكِن عَلَى قَدرِ المَخيلَةِ والأَصلِ

أَلستَ منَ القَومِ الأُلَى برِماحِهم ... نَداهُم فمِن قتلاهُم مهجةُ البُخلِ

تُسَلِّيهم عَلياءُهُم عن مُصابِهِم ... وَيَشغلُهم كَسبُ الثناءِ عَن الشغلِ

وَلَم أَرَ أَعصَى منكَ للحُزنِ عَبرةً ... وَأثبتَ عقلًا وَالقُلوبُ بِلَا عَقلِ

وَيبقَى علَى مرِّ الحَوادِثِ صبرُهُ ... ويَبدُو كَما يَبدُو الفرندُ علَى الصَّقلِ

ومَن كَانَ ذا نَفسٍ كَنفسِكَ حُرَّةٍ ... ففيهِ لهَا مُغنٍ وفيهِ لَها مسلِي

ومَا المَوتُ إِلَّا سَارِقٌ دَقَّ شخصُهُ ... يَصُولُ بلَا كفٍّ ويَسعَى بلَا رجلِ

يَرُدُّ أَبُو الشبلِ الخَميس عن ابنِهِ ... ويُسلمهُ عند الولادَةِ من القَتلِ

هَل الولَدُ المححبوبُ إِلَّا تعلَّةٌ و ... هَل جَلوَةُ الحَسناءِ إِلَّا أذَى البَعلِ

وَقَد ذُقتُ حَلواءَ السنينَ عَلَى الصَّبِي ... فَلا تَحسَبَنِّي قلتُ مَا قلتُ من جهلِ

وَمَا تَسع الأَزمَانُ علمي بأَهلِهَا ... ومَا تُحسنُ الأيامُ تكتَب مَا أُملِي

ومَا الدَّهرُ أَهلًا أن يُؤمّلَ عندَهُ ... حَياةٌ وَإِن يُشَاقُ فيهِ إِلى النَّسلِ

٦١٣٥ - بَنَانا اللَّهُ فَوقَ بَني أَبينَا ... كَمَا يُبنَى عَلَى الثَبَجِ السَّنَامُ

بعدَهُ:

وكأين في المعَاشِر مَن أُناسٍ ... آخرهُم فَوقَهُم وهُمُ كرَامُ

القاسم بن حَنبلٍ المُرّي:

٦١٣٦ - بُنَاةُ مَكَارمٍ وَأُسَاةُ كَلْمٍ ... دماؤُهُمُ منَ الكَلَبِ الشّفاءُ


٦١٣٥ - البيت في ربيع الأبرار: ٤/ ١٨٥ منسوبا إلى الأعور بن براء الكلابي.
٦١٣٦ - البيت في الحيوان: ٢/ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>