للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَامَ تَلَفَّتِيْنَ وَأَنْتِ تَحْتِي ... وَخَيْرُ النَّاسِ كلُّهم أمَامِي

مَتَى تَرِدِي الرُّصَافَةَ تَسْتَرِيْحِي ... مِنَ التَّهْجِيْرِ وَالدَّبَرِ الدَّوَامِي

ثُمَّ قَالَ الآنَ يَجِيْءُ جَرِيْرٌ، فَأُنْشِدُهُ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ، فَيُرِدُّ عَلَيَّ، وَيَقُوْلُ (١): [من الوافر]

تَلَفَّتُ أَنَّهَا تَحْتَ ابنِ قَيْنٍ ... إِلَى الكِيْرَيْنِ وَالفَاسِ الكَهَامِ

مَتَى تَرِدِ الرُّصَافَةَ تَخْزَ فِيْهَا ... كَخَزْيِكَ فِي المَوَاسِمِ كُلَّ عَامِ

وَقَالَ: فَجَاءَ جَرِيْرٌ وَالفَرَزْدَقُ يَضْحَكُ. فَقَالَ: مَا يُضْحِكُكَ يا أبَا فِرَاسٍ؟ فَأنْشَدَهُ البَيْتَيْنِ الأوَّلَيْنِ، فَقَالَ جَرِيْرٌ: [من الوافر]

تَلَفَّتُ أَنَّهَا تَحْتَ ابنِ قَيْنٍ

وَأَنْشَدَهُ البَيْتَيْنِ بِعَينهِمَا، كَمَا قَالَ الفَرَزْدَقُ سَوَاءً.

فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُ هَذَا أمَا عَلِمْتَ أَنْ شَيْطَانَنَا وَاحِدٌ؟

وَكَذَلِكَ مَا أخْبَرَ بِهِ أَبُو عُمَرَ أَيْضًا عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيِّ عَنِ المُفَضَّلِ. قَالَ: مَرَّ رَاكِبٌ بِالبَصْرَة، فَرَآهُ الفَرَزْدَقُ، فَقَالَ: مِنْ أيْنَ وَجْهُكَ؟ قَالَ: مِنَ اليَمَامَةِ. قَالَ: فَهَلْ لَكَ عَهْدٌ بِابْنِ المَرَاغَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ أَحْدَثَ شِعْرًا عَلِقْتَ مِنْهُ شَيْئًا؟ فَأَنْشَدَهُ: [من الكامل]

هَاجَ الهَوَى بِفُؤَادِكَ المُهْتَاجِ

فَقَالَ الفَرَزْدَقُ: [من الكامل]

فَانْظُرْ بِتُوْضِحَ بَاكِرَ الأَحْدَاجِ

قال فقال: [من الكامل]

هَذَا هَوًى شَعفَ الفُؤَادَ مُبَرِّحٌ

فقال الفرزْدَقَ: [من الكامل]

وَنَوى تَقَاذَفُ غَيْرُ ذَاتِ خِلَاجِ


(١) ديوان جرير ص ٥٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>