للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَال بَعْضُ أهْلِ الأَدَبِ: مَرَرْتُ عَلَى بَابِ قَصْرٍ بِبَغْدَادَ فَرَأيْتُ عَلَيْهِ مَكْتُوبًا:

عَجَبًا لِقَلْبِ مُتَيَّمٍ أحْبَابهُ. البَيْتُ

قَالَ وَعَبَرْتُ عَلَى ذَلِكَ مُدَّةً مِنَ الدَّهْرِ، ثُمَّ عُدْتُ فَرَأيْتُ قَدْ أُجِيْزَ تَحْتَهُ بِهَذَا البَيْتِ الآخَرِ وَهُوَ:

لَوْلَا التَّمَسُّكُ بِالرَّجَاءِ لأَوْبَةٍ ... مِنْهُم قَضى لَكِنَّهُ يَتَوَقَّعُ

وَمِنْ بَابِ عَجَبًا قَوْلُ أَبِي نَصْرِ بن نُبَاتَةَ (١):

عَجَبًا كَيْفَ نَطْمَئِنُّ إِلَى الدُّنْيَا ... وَنَرْضَى مِنْ وُدِّهَا بِالخِدَاعِ

وَهِيَ بِالأمْسِ زَلْزَلَتْ آلَ ... سَاسَانَ وَألْوَتْ تَتَبُّعَ الأتْبَاعِ

فَهُمْ عِبْرَةٌ لنَا وَحَدِيْثٌ يِملأُ ... السَّمْعَ لَو وَعَاهُ الوَاعِي

شَهَوَاتٌ وَرَاحَةٌ مِنْ عَنَاءٍ ... تَتَدَاوَى بِهَا مِنَ الأوْجَاعِ

وَكَأنَّا إِذَا النَّعِيْمُ تَوَلَّى ... لَمْ نُمَتَّعْ مِنْ لَهْوَةٍ بِمَتَاعِ

كُلّهُمْ مُغْرَمٌ بِهَا مُسْتَهَامٌ ... وَأخُوْهَا مَنْ قَدَّمَتْهُ المَسَاعِي

يَمْتَطِي فِي طِلَابِهَا فِقرَ الأُسْـ ... ـد وَيَمْشِي عَلَى نُيُوبِ الأَفَاعِي

وَالجُسُومُ العِظَامُ لَا تَنْفَعُ الأَقـ ... ـوَامَ إِلَّا فِي مِهْنَةٍ أوْ صِرَاعِ

وَإِذَا اسْتُضعِفَ الوَعِيْدُ فَفِي السَّوْ ... طِ ثِقَافٌ يُقِيْمُ زَيْغَ الطِّبَاعِ

[من الرمل]

٩٥٨٨ - عَجَبًا لِلنَّاسِ فِي أَرزاقِهِم ... ذَاكَ عَطشَانٌ وَهَذَا قَد غَرِق

عَبدَانُ: [من الخفيف]

٩٥٨٩ - عَجِبَ النَّاسُ إِذ خَلَوتُ بِكُتبِي ... أُنسُ مَن ظَلَّ وَحدَهُ فِي الدَّفاتِرِ

بَعْدَهُ: [من الخفيف]


(١) الأبيات في ديوان ابن نباتة: ٢/ ٥٢٦ - ٥٢٧.
٩٥٨٨ - البيت في مجمع الحكم: ٣/ ١٩٨ منسوبا إلى صالح بن عبد القدوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>