للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَأنْتِ الَّتِي كَلَّفْتِنِي البَركَ شَاتِيًا ... وَأوْرَدْتِنِيْهِ فَانْظُرِي أيَّ مَوْرِدِ

وَمَا أنْسَ من الأشْيَاءِ لَا أنْسَ قَوْلهَا: ... تَقَدَّمْ فَشَيِّعْنَا إِلَى ضَحْوَةِ الغَدِ

تَكُنْ سَكَنًا أوْ تُقْرِرِ العَيْنَ إنَّهَا ... سَتَبْكِي مِرَارًا فَاسْلُ مِنْ بَعْدُ أوْجِدِ

لَعَلَّكَ أنْ تَلْقَى مُحِبًّا فيشتَفِي ... بِرُؤيَةِ رِيْمٍ بَضَّةِ المُتَجَرَّدِ

بِلَادَ العِدَا لَمْ تَأتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا ... بِهَا هَمُّ نَفْسِي مِنْ تِهَامٍ وَمُنْجِدِ

وَمَا جَعَلَتْ مَا بَيْنَ مَكَّةَ نَاقَتِي ... إِلَى البَرْكِ إِلَّا نَوْمَةَ المتَهَجِّدِ

وَكَادَتْ قُبَيْلَ الصُّبْحِ تَبْتَزُّ رَحْلهَا ... بِذرْوَة مِن لَفْظِ القَطَا المُتَبَدِّدِ

فَأصبَحْتُ مِمَّا كَانَ بَيْني وَبَيْنهَا. البَيْتُ

[من الطويل]

١٠٢٣٦ - فأَصبَحتُ مَلآنَ الحَشَا مِن سهَامِهِ ... فَلَيسَ وُقُوعُ النَّصلِ إِلَّا عَلَى النَّصلِ

مِثْلهُ قَوْلُ المُتَنَبِّي (١): [من الوافر]

فَصِرْتُ إِذَا أصابَتْنِي سِهَامٌ ... تَكَسَّرَتِ النِّصَالُ عَلَى النِّصَالِ

[من الطويل]

١٠٢٣٧ - فَأَصبَحتُ لَا أَدرِي أَفضلُ ابتدائِهِ ... أَحقُّ بشُكرِي أَم سَنيُّ المَواهِبِ

كَعبُ بنُ جُعَيلٍ: تمثل به جَذِيْمَةُ الأبرش لمَّا قَتَلَته الزَّباء [من الطويل]

١٠٢٣٨ - فأَصبَحتُ لَا أَسطِيعُ رَدًّا لِمَا مَضَى ... وَكَيفَ يَرُدُّ الدَّرَّ في الضَّرعِ حَالبُه

كَانَ جذَيْمَةُ الوَضَّاحُ وَهُوَ الأَبْرَشُ بن مَالِكِ بن فَهْرِ بن غُنْمٍ بن أوْسٍ التَّنُوخِيُّ الأَزْدِيُّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَلَكَ مِنْ قُضاعَةَ بِالحِيْرَةِ قَدْ قَتَلَ عَمْرُو بن طَرِيْفٍ أبَا الزَّبَّاءِ وَكَانَتْ قَدْ مَلَكَتْ بَعْدَهُ، فَاحْتَالَتْ عَلَى جذيْمَةَ وَكَتَبْتْ إلَيْهِ تَدْعُوْهُ إِلَى نَفْسِهَا وَمُلْكِهَا وَأنْ تَصِلَ بِلَادَهُ بِبِلَادِهَا وَأنَّهَا لَمْ تَجِدْ مُلْكِ النِّسَاءِ إِلَّا إِلَى قُبْحٍ فِي السَّمَاعِ وَضُعْفٍ فِي


(١) البيت في ديوان المتنبي (المعرفة): ١٩٠.
١٠٢٣٨ - البيت في ربيع الأبرار: ٢/ ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>