للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حَرْفُ المِيمِ

أبو تمّامٍ:

١٢٩٧٩ - مَا آب مَنْ لَم يَظفَر بِحَاجَتِهِ ... وَلَم يَغِبْ طَالِبٌ للنُجحِ لَم يَخِبِ

هَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ لأَبِي تَمَّامٍ يَشْكُو فِيْهَا أَوَّلُهَا:

عَنَّتْ فَأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيْضهَا ... أَرَبِي يَا هَذِهِ عُذْرِي فِي هَذِهِ النُّكَبِ

يَقُوْلُ مِنْهَا:

مَا يَحْسِمُ العَقْلُ وَالدُّنْيَا تُسَاسُ بِهِ ... مَا يَحْسِمُ الصَّبْرُ فِي الأَحْدَاثِ وَالنُّوَبِ

الصَّبْرُ كَأس وَبَطْنُ الكَفِّ عَارِيَةٌ ... وَالعَقْلُ عَارٍ إِذَا لَمْ يُكْسَ بِالنّشَبِ

مَا أَضْيَعَ العَقْلَ إِنْ لَمْ يَرْعَ ضَيْعَتَهُ ... وَفْرٌ وَأَيُّ رحَىً دَارَتْ بلا قُطُبِ

نشَبْتُ فِي لجَجِ الدُّنْيَا فَأثْكَلَنِي ... مَالِي وَأُبْتُ بِعَزْمٍ غَيْرِ مُنْتَشِبِ

كَمْ ذُقْتُ فِي الدَّهْرِ مِنْ عُسْرٍ ومن يُسْرٍ ... وَفِي بني الدَّهْرِ مِنْ رَأسي ومن ذَنبِ

أُغْضِي إِذَا صَرْفُهُ لَمْ تُغْضِ أَعْيُنُهُ ... عنّي وَأَرْضَى إِذَا مَا لَجَّ فِي الضَبِّ

وَإِنْ بُلِيْتُ بِمَجْدٍ فِى حُزُوْنَتِهِ ... سَهَّلْتُهُ فَكَأنِّي مِنْهُ فِي لَعِبِ

مُقَصِّرٌ خَطَوَاتِ الهَمِّ فِي بَدَنِي ... عِلْمِي بِأَنِّي مَا قَصرْتُ فِي الطَّلَبِ

مَاذَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ يَزلْ وتَرِي فِي الرمي ... إِنْ زُلْنَ أَغْرَاضِي فَلَمْ أُصِبِ

بِأَيِّ وَخْدِ قِلَاصٍ وَاجْتِنَابِ فلا ... إدْرَاكُ رِزْقٍ إِذَا مَا كَانَ فِي الهَرَبِ

فِي كُلِّ يَوْمٍ أَظَافِيْرِي مُغَلَّلَةٌ ... تَسْتَنْبطُ الصُّفْرَ لِي مِنْ مَعْدَنِ الذَّهَبِ

مَا كُنْتَ كَالسَّائِلِ الأَيَّامِ مُجْتَهِدًا ... عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ فِي شَعْبَانَ أَو رَجَبِ

بلبل قَابِضٌ بِنَوَاصِي الأَمْرِ مُشْتَمِلٌ ... عَلَى نَوَاصِيْهِ فِي بِدْءٍ وَفِي عُقَبِ


١٢٩٧٩ - القصيدة في ديوان أبي تمام (السلسبيل): ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>