فما رقَدَ الوِلْدَاُنُ حَتَّى رَأَيْتهُ ... عَلَى البَكْرِ يمرِيْهِ بِسَاقٍ وَحَافِرِفَجَعَل للرَّجُلِ حَافِرًا وَلَا حَافِرٌ لَهُ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ عَلَى طَرِيْقِ الذَّمِّ لَهُ. وَقَالَ أَبُو دُؤَادٍ (٢):فَبَيْنَا عُرَاةً لَدَى مُهْرِنَا ... شَرْعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصِّغَارَافَجَعَلَ لَهُ شَفَتَيْنِ وَإِنَّمَا لَهُ جَحْفَلَتَانِ وَالصغَارُ نَبْتُ البُهْمَى وَالبُهْمَى نَبْتٌ لَهُ شَوْكٌ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبِي النَّجْمِ يَصِفُ إِبْلًا (٣):تَسْمَعُ لِلْمَاءِ كَصَوْتِ المِسْحَلِ ... بَيْنَ وَرِيْدَيْهَا وَبَيْنَ الجَحْفَلِفَجَعَلَ لَهَا جَحَافِلَ وَإِنَّمَا الجَّحَافِلُ لِلْخَيْلِ وَالشَفاهُ لِبَنِي آدَمَ وَالمُسَافِرُ لَلإِبْلِ ثُمَّ قَالَ:وَالحَشْوُ مِنْ حُفَّانِهَا كَالحَنْظَلِ.يَعْنِي صِغَارَ ابْلِ وَالحُفّانُ أوْلَادُ النَعَامِ فَجَعَلَهَا أَوْلَادَ الإِبْلِ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلٌ أَوْسُ بن حَجَرٍ (٤):وَذَاتِ هَدْمٍ عَارٍ نَوَاشِرَهَا ... تَصْمِتُ بِالمَاءِ تَولَبًا جَدَعَاقَوْلهُ تَصْمِتُ بِالمَاءِ يَقُوْلُ: إِذَا طَلَبَ اللبَنَ أَسْكَتَتْهُ بِالمَاءِأَيْ سقيه وَالتَّولَبُ وَلد الحِمَارِ وَالجَّدِعُ السَّيّئ الغَذَاءِ فَسَمَّي وَلَدُهَا تَوْلَبًا عَلَى سَبِيْلِ الاسْتِعَارَةِ وَهِيَ اسْتِعَارَ مُسْتَكْرَهَةٌ.* * *
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute