للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَتَحْتَ التُّرَابِ النَّاسُ يَبْلُوْنَ في الثَّرَى ... وَإِلَّا فَأَيْنَ النَّاسُ مِنْ عَهْدِ آدَمِ

لِمِثْلِكَ فَلتبْكِ العُيُوْنُ بِأَرْبَعٍ ... دَمًا فَائِضًا بَعْدَ الدُّمُوع السَّوَاجِمُ

وَأُقْسِمُ لَوْلَا حِشْمَتِي وَتَنَكُّبِي ... طَرِيْقَةَ مُرتَدٍّ عَنِ الحَقِّ آثِمِ

لَكُنْتُ بِشِعْرِي فِيْكَ حَيًّا وَمَيِّتًا ... أَنُوْحُ وَأَبْكِي مع نِسَاءِ المَآتِمِ

وَمِمَّا يُسَلِّي الحزْنَ أَنَّكَ وَارِدٌ ... عَلَى فَرَحٍ في جَنَّةِ الخُلْدِ دَائِمِ

تَجِيْءُ إِذَا صُحُفِ المَظَالِمِ نُشِّرَتْ ... بِبَيْضَاءَ غُفْلٍ مِنْ سِمَاتِ المَظَالِمِ

وَكُنْت إِذَا الفَحْشَاءُ نَادَتْكَ مُعْرِضًا ... أَصَمَّ غَضِيْضَ الطَّرْفِ دُوْنَ المَحَارِمِ

بَنِي هَذِهِ الدُّنْيَا أرْتَعُوا في نَعِيْمِهَا ... كَمَا تَرْتَعِي في العشْبِ غُفْل البَهَائِمِ

فَإِنَّ المَنَايَا تَقْتَضيْكُمْ نُفُوْسَكُمْ ... تَقَاضِي إِلْحَاح الغَرِيْمِ المُلَازِمِ

أَيَا شَامِتًا لَمَّا رَأَى البَدْرَ هَادِيًا ... وَطُرُقُ المَعَالِي دَارِسَاتُ المَعَالِمِ

أتغْتَرُّ بِالمَوْتِ الَّذِي أَنْتَ نَائِمٌ ... وَلَيْلُ سُرَاهُ عَنْكَ لَيْسَ بِنَائِمِ

وَتَشْمَتُ إِنْ أُخِّرْتَ عَنْ شِرْبِ كَأْسِهَا ... وَأَنْتَ غَدًا عَنْ شرْبِهَا غَيْرُ سَالِمِ

هُوَ المَوْتُ لَا تثني الرشا عَنْكَ عَزْمُهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:

وَلَوْ كَانَ هَذَا الدَّهرُ تُثْنَى تَكَرُّمًا ... نَوَائِبُهُ دُوْنَ المُلُوْكِ الأَكَارِمِ

لَمَا نَقَلَتْ أَحْدَاثُهُ وَخُطُوْبُهُ ... إِلَى عَرَبِ البَطْحَاءِ مُلْكَ الأَعَاجِمِ

وَلَا سَلَّمَتْ هَذَا السَّرِيْرَ وَأَفْرَجَتْ ... أَمُيَّةُ عَنْ دارِ السَّلَام لِهَاشِمِ

أَبَا الفَتْحِ تَأْبَى سَلْوْتِي عَنْكَ أَنَّنِي ... جَعَلْتُ عَلَيْكَ الحُزْنَ ضَرْبَةَ لَازِمِ

مَا قَصَّرت بِي عَنْ حُقُوْقِكَ جَفْوَةٌ ... وَلَا أَخَذَتْنِي فِيْك لَوْمَةُ لَائِمِ

١٦٤٦٣ - هُوَ المَوتُ لَا مَنْجَا منَ المَوْتَ وَالَّذِي ... أُحَاذرُ بَعدَ المَوتِ أَدْهَى وَأفْظَعُ

قِيْلَ لَمَّا حَضَرَتْ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ الوَفَاةُ تَمَثَّلَ فَقَالَ:

هُوَ المَوت لا مَنْجَا من المَوْتِ. البَيْتُ

ثمَّ رَفَعَ يَدَهُ وَقَالَ: اللَّهُمَّ فَأَقِلِ العَثْرَةَ وَاعْفُ عَنِ الزَّلَّةَ وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى مَنْ لَا يَرْجُو غيْرَكَ وَلَا يَثِقُ إِلَّا بِكَ يا وَاسِعَ الرَّحْمَةِ تَعْفُو بِقُدْرَةٍ وَمَا وَرَاءَكَ مَذْهَبٌ لِذِي

<<  <  ج: ص:  >  >>