هَيْئَتِهِ وَتَبْعَثُهُ قُدْرَتُهُ عَلَى وَصْفِهِ بِخلَافِ حليَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ مَا شَاعَ من هِجَائِكَ جَارًّا إِلَّا هَذَا المَجْرَى وَقَدْ بَلَغَنِي مِنْ سُوْءِ حَالِكَ وَشِدَّةِ خلّتِكَ مَا لَا غَضَاضَةَ عَنْهُ بِهِ عَلَيْكَ مع كُبْرِ هِمَّتِكَ وَعَظِيْمِ نَفْسِكَ وَنَحْنُ شُرَكاءُ فِيْمَا مَلَكنَا ومُتَسَاوُوْنَ فِيْمَا حَوَتْ أَيْدينَا وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِمَا جَعَلْتُهُ وَإِنْ قَلَّ اسْتِفْتَاحًا لِمَا بَعْدَهُ وَإِنْ جَلَّ. فَرَدّ مُحَمَّدُ ابنِ حَازِمٍ ذَلِكَ جَمِيْعَهُ وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئًا وَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي الجوَابِ أَبْيَاتًا يَقُوْلُ مِنْهَا:
وَلَوْ حَجَبْتَ إِلَى مُسَالمَتِي ... وَكُنْتَ بَعْدَ تَفَاقُمِ الأَمْرِ
وَفَعَلتَ بِي فِعْلَ المُهَلَّبِ إِذْ ... غَمَرَ الفَرَزْدَقَ بِالنَّدَى الدّثْرِ
فَبَعَثْتَ بِالأَمْوَالِ تُرْغِبُنِي ... كلا وَرَبِّ الشَّفْعِ وَالوِتْرِ
لَا أَلْبِسُ النَّعْمَاءَ مِنْ رَجُلٍ. البَيْتُ
وَقَدْ رُوِيَت هَذِا الأَبْيَاتُ لِمَحْمُوْدٍ الوَرَّاقِ، والأَغْلَبُ أَنَّهَا لِمُحَمَّدِ بنِ حَازِمٍ.
بَعضُ بَني هَمدَانَ:
١٦٦٠٨ - لَا الحِرصُ يُغنينِي وَلَا اليَأسُ مَا نِعي ... نَصيبي مَن الشيء الّذي أَنَا آمُلُه
وَلَا بُدَّ مِن مَوْلًى تَرَى فيه عَثْرَةً ... وَذُو الحِلْمِ مَعْنِيٌّ بما جَرَّ جَاهِلُهُ
أَبُو سَعيدٍ الأنباريُّ:
١٦٦٠٩ - لَا الفَقر يَخفِضُ من تَسامى نَاظِري ... فَيغضُّ منهُ ولَا الغنَى يُطغيِني
أبو تمّام في ابنِ الزّياتِ:
١٦٦١٠ - لَا المَنطِقُ اللَّغوُ يَزكُو فِي مقَاوِمِهِ ... يومًا ولَا حُجَّةُ المَلهُوفِ تُستَلبُ
بَعْدَهُ:
كَأَنَّمَا هُوَ فِي نَادِي قَبِيلَتِهِ لَا القَلْبُ ... يَهفُو وَلَا الأَحْشَاءُ تَضْطَرِبُ
لَا سَوْرَةٌ تُتَّقَى مِنْهُ وَلَا بَلَةٌ وَلَا ... يَخِفُّ رِضًى مِنْهُ وَلَا غَضبُ
لَبِيدٌ:
١٦٦٠٩ - البيت في خريدة القصر (أقسام أخرى): ١/ ١١٤.