للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقَرأ عَلَيهُم الجوابِ وَرَكبَ يَومَ الجُمْعَة إِلَى المَسْجِدِ فلمّا فَرِغَ هِمَّ بالنّزولِ والانصِرَاف حَضَرَ المُعَلّى الطائي الشاعرُ فِي آخرِ مَن حَضَرْ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ مُسْتوْحِشًا مِنْهُ لأَمرٍ كَانَ بَلَغَهُ عَنْهُ وكانَ قد نَهَضَ عَبْدُ اللَّهِ قائمًا للنزولِ فلمّا رآه يتَخطّى النَّاسَ نَحْوَهُ ثَبُتَ جَالِسًا عَلَى المَنْبَر فلمّا دنا منه قَالَ يَا مُعَلّى جئْتَنا فِي آخرِ النَّاسِ وقَد نَفَذَ المالُ وَحَانَ وَقْتُ الانْصِرَافِ فأنشدَ يقولُ (١):

يا أَعظَمَ النَّاسِ حِلْمًا عِندَ مَقْدِرَةٍ ... وأظلَمَ النَّاسِ عندَ الجودُ للمَالِ

لَو أَصبَح البَحْرُ يَجْرِي مَاؤُهُ ذَهَبًا ... لمَا أمرتَ إلى حَرْبٍ بمِثْقَالِ

إِنْ كُنتُ منكَ عَلَى مالٍ مُنْتَ ... بِهِ فإنّه لأَمر جَهلي عَلَى بالِ

ويُروى:

فإن سكرَكَ منْ حَمْدِي عَلَى تالِ

فَتَبَسَّمَ عبدُ اللَّهِ والتَفَتَ إلى أبي السَّمْرَاءِ صَاحبُ شُرطَتِهِ فقَالَ يَا أبا السَّمراءِ ادفَع إلى المُعلّى عَشْرَة آلافِ دينارٍ قَرضًا علينَا لِيُعادَ عَليكَ الْعَوَض بقِيَّةَ النَّهارِ قَالَ نَعَم فانصرفَ عَبدُ اللَّهِ ذلك اليومَ وَعَلَيهِ عَشرَة آلاف دينارٍ دينٌ بَعدَ ثلاثين ألف دينار.

أَنْشَدَ المُبَّردُ:

١٧٢٢١ - يَا أَيُّها المتَحَلّي غَيرَ شِيمتِهِ ... إِنَّ التَخلُّقَ يأتي دُوَنَهُ الخُلُقُ

بَعْدَهُ:

ولَا يُوَاتيكَ فيما نابَ منْ حَدَثٍ ... إلا أخُو ثقةٍ فانظُرْ بمن نَثِقُ

وقال آخر آخِذًا منهُ (١):

يا أيها المتَحَلّي غَيَر شِيمتِه ومن ... سَجيَّته الاكثَارُ والمَلَق

اعمد إلى القصدِ فِيما أنتَ رَاكِبُهُ ... إِنَّ التَخلُّقَ يأتي دُونَهُ الخُلُقُ


(١) الأبيات في الأغاني: ١٢/ ١٢٢ منسوبة إلى أبي يعلى الطائي.
١٧٢٢١ - الأبيات في الشعر والشعراء: ٢/ ٥٦١ منسوبة إلى العرجي.
(١) البيتان في البيان والتبيين ١/ ١٩٧ منسوبان إلى سالم بن وابصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>