للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يتجاهله في "اللباب"١، وعلى أية حال فاكتشاف إفادته من منهج ابن حجر يغني عن الإطالة بإيراد الجزئيات، وقد تتبعت "اللباب" فوجدته يشترك مع "العجاب" في المادة كثيرًا وذلك واضح للناظر فيهما. وقد اتهم السخاوي السيوطي باختلاسه من كتاب شيخه ابن حجر، ولكن هل يُستغرب على مؤلف "الدر المنثور" الذي رجع فيه إلى مئات المصادر أن يؤلف مثل "اللباب"؟

وعندي أن السيوطي أفاد من منهج ابن حجر، ولعله تابعه أيضًا في النقول والعزو وإن كان يزيد ونقص، ويرجع -في بعض الأحيان- إلى مصدر ابن حجر، ذلك أن ابن حجر قد يذكر مخرج الرواية فقط فنجد السيوطي يضيف نص الرواية٢.

وقد صرح السيوطي بالنقل من "فتح الباري"٣ وأغفل ذلك في مواضع متعددة مكتفيًا باسم المؤلف٤.

وحسبنا أنه قال في ترجمته له:


١ يذكر هنا أن السيوطي قال في مقامته: "الكاوي في تاريخ السخاوي":
"وقد علم الله والناس من عادتي في التأليف أني لا أنقل حرفًا من كتاب أحد إلا مقرونًا بعزوه إلى قائله، ونسبته إلى ناقله، أداء لشكر نعمته، وبراءة من دركه وعهدته" انظر "شرح المقامات" "٢/ ٩٤٩-٩٥٠" وهو -كما ترى هنا- لم يذكر "العجاب" وكذلك رأيته أفاد في رسالته "الدر المنظم في الاسم الأعظم" "المدرجة في الحاوي" "٢/ ١٣٥-١٣٩" سبعة عشر قولًا في تعيين الاسم الأعظم من كلام الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" "١١/ ٢٢٤-٢٢٥" ولم يعز ذلك إليه إلا في موضعين!
وقد استوقفني هذا فذكرته للبحث عن تخريج له، وأرجو أن لا يكون في ذلك إساءة لمقام الحافظ السيوطي رحمه الله وأجزل مثوبته.
٢ انظر زيادته على الواحدي في الآية "١٠٨ ص٢٥" وكلامه على الآية "١٨٨ ص٣٥" والآية "٢١٤ ص٤١" من سورة البقرة والآية "٩٧" من آل عمران "ص٥٥" والآية "٤٣" من النساء "ص٦٩".
٣ انظر "ص٤٤".
٤ انظر "ص٥٧، ٦٣، ٦٤، ٩٩، ١٥٠، ١٥٤، ١٧٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>