للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخربينه؟ قالت: نعم. قال: بئس الشجرة أنت. فلم يلبث أن توفي فجعل الناس يقولون في مرضاهم: لو كان لنا مثل سليمان. فأخذت الشياطين فكتبوا كتابا فجعلوه في مصلى سليمان، وقالوا: نحن ندلكم على ما كان سليمان يداوي به، فانطلقوا فاستخرجوا ذلك الكتاب فإذا فيه سحر ورقى، فأنزل الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} إلى قوله {فَلا تَكْفُر} .

قال الواحدي١: وقال السدي: إن الناس في زمن سليمان اكتتبوا السحر واشتغلوا بتعلمه، فأخذ سليمان تلك الكتب وجعلها في صندوق ودفنها تحت كرسيه، ونهاهم عن ذلك، فلما مات سليمان وذهب الذين كانوا يعرفون دفن تلك الكتب، تمثل الشيطان على صورة إنسان، فأتى نفرًا من بني إسرائيل فقال: هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا -أي: لا ينفد-٢؟ قالوا: نعم. قال: فاحفروا تحت الكرسي، فحفروا فوجدوا تلك الكتب فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان كان يضبط الإنس والجن والشياطين والطير بهذا. فاتخذ بنو اسرائيل تلك الكتب فلذلك أكثر ما يوجد السحر في اليهود فبرأ الله سليمان من ذلك وأنزل هذه الآية.

قلت: أثر ابن عباس أخرجه الحاكم في "المستدرك"٣ من هذا الوجه وعمران أخرجه له مسلم٤، وباقي رجاله من رجال الصحيح.

وأما أثر الكلبي فأخرج الطبري نحوه عن ابن إسحاق، ولفظه٥ قال: عمدت


١ "ص٣٠-٣١".
٢ هذا التفسير من الحافظ.
٣ في كتاب التفسير "٢/ ٢٦٥" وفيه قصة، وقد سكت الحاكم عنه لكن قال الذهبي في "التلخيص": "صحيح".
٤ انظر "التقريب" "ص٤٢٩".
٥ "٢/ ٤٠٧" "١٦٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>