للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشياطين حين عرفت موت سليمان فكتبوا أصناف السحر: من كان يحب أن يبلغ كذا فليقل كذا، حتى إذا استوعبوا١ أصناف السحر جعلوه في كتاب ثم ختموه بخاتم نقشوه على خاتم سليمان، وكتبوا في عنوان الكتاب: "هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم"، ثم دفنوه تحت كرسيه، فاستخرجه بعد ذلك بقايا من بني إسرائيل حين أحدثوا ما أحدثوا، فلما عثروا عليه قالوا: والله٢ ما كان ملك سليمان إلا بهذا، فأفشوا السحر وتعلموه وعلموه، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان٣ وعده في مَنْ عده -يعني من الأنبياء-٤ قال مَنْ كان بالمدينة من اليهود: ألا تعجبون لمحمد يزعم أن ابن داود كان نبيا! والله ما كان إلا ساحرا. فأنزل الله عز وجل هذه الآية، هكذا ذكره ابن إسحاق بغير إسناد وأخرج الطبري٥ من طريق شهر بن حوشب نحوه بطوله فلعل ابن إسحاق أخذه عنه وعن الكلبي.

وحكى الماوردي٦: "إن آصف بن برخيا كاتب سليمان واطأ نفرا من الشياطين على كتاب كتبوه سحرا، ودفنوه تحت كرسي سليمان ثم استخرجوه" فذكر القصة ولم أر في الآثار المسندة أن آصف واطأ الشياطين. وأما ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد٧ قال: "لما جاءهم محمد بالقرآن عارضوه بالتوراة،


١ في الطبري: صنعوا وفي ابن كثير: صنفوا قال محمود شاكر: وهي أجود، وما هنا لعله من تصرف المؤلف.
٢ لفظ الجلالة لم يذكر في الطبري.
٣ في الطبري زيادة: فيما نزل عليه من الله.
٤ في الطبري: في من عده من المرسلين.
٥ "٢/ ٤١٦" "١٦٦٦" من تفسير سُنيد.
٦ في تفسيره "١/ ١٤٠-١٤١".
٧ هذا سبق خاطر من المؤلف وقد ورده في أول الكلام على هذا الآية عن أسباط عن السدي، ولا يوجد في "تفسير ابن أبي حاتم" خبر بهذا الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>