للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم١ الذي يريدون حتى دنوا من الماء فعرسوا قربيا، فبلغ العدو أمرهم فهربوا، وبقي منهم رجل فجمع متاعه ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل، حتى أتى عسكر خالد فسأل عن عمار فأتاه فقال: يا أبا اليقظان إن القوم سمعوا بكم فهربوا ولم يبق غيري وقد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسوله فهل ذاك نافعي غدا وإلا هربت؟ فقال عمار: بل ينفعك فأقم، فلما أصبح خالد أغار بجنده٢ فلم يجد إلا الرجل وماله فأخذوه وأخذوا ماله فبلغ عمارا الخبر فأتى خالدا فقال عمار: خل عن الرجل فقد أسلم وهو في أماني. فقال خالد: فيم أنت تجير علي وأنا أمير عليك؟ فاستبا، فلما رجعا إلى المدينة أجاز النبي صلى الله عليه وسلم أمان عمار ونهاه أن يجير الثانية على أمير، فقال خالد: يا رسول الله يسبني هذا العبد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمارا لعنه الله" فغض عمار وقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد: "قم فاعتذر إليه" ٣ فقام فأخذ بثوبه واعتذر إليه فرضي عنه فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ".

هكذا رواه أسباط عن السدي مرسلا، ووصله ابن مردويه٤ من طريق الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس٥، وهكذا ساقه مقاتل بن سليمان بطوله وأكثر ألفاظه.


١ في الأصل: العزم. وهو تحريف.
٢ في مقاتل: بخيله.
٣ قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا من تفسير مقاتل، وليس في رواية السدي.
٤ لفظ "مردويه" استدركه الناسخ في الهامش.
٥ وأورده ابن كثير "١/ ٥١٨" ومن طريق أبي صالح ساقه الواحدي "ص١٥٢-١٥٣" دون سند.

<<  <  ج: ص:  >  >>