للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكن يعرف الإمارة، وكانت تأنف أن تعطي بعضها بعضا طاعة الإمارة فلما دانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاعة لم تكن ترى ذلك يصلح لغير النبي صلى الله عليه وسلم فأمروا أن يطيعوا أولي الأمر.

٣١٠- قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [الآية: ٦٠] .

١- أخرج إسحاق بن راهويه١ في "تفسيره"٢ والطبري٣ من طريق داود بن أبي هند عن عامر هو الشعبي في هذه الآية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} قال: كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فكان المنافق يدعو اليهودي إلى اليهود؛ لأنه يعلم أنهم يقبلون الرشوة، وكان اليهودي يدعو إلى المسلمين؛ لأنه يعلم أنهم لا يقبلون الرشوة فاصطلحا أن يتحاكما إلى كاهن من جهينة فأنزل الله هذه الآية إلى قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ٤.

وفي رواية٥: فأنزل الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يعني المنافقين: {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} يعني اليهود: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} يعني الكاهن: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} أمر هذا في كتابه، وهذا في كتابه أن يكفروا بالكاهن.


١ ومن طريقه الواحدي "ص١٥٤".
٢ وأورد هذا في "الفتح" "٥/ ٣٧" وقال: بإسناد صحيح.
٣ "٨/ ٥٠٨" "٩٨٩١" وكذلك ابن المنذر كما في "الدر" "٥٨٠".
٤ الآية: "٦٥".
٥ "٩٨٩٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>