للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس، ونظر عمر فيما قال، فعرفه، فأرسل إليه، فقال: أعد علي ما قلت. فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه. وما قاله صحيح في الاعتبار، يتبين بما هو أقرب فقد روى ابن وهب عن بكير أنه سأل نافعًا: كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال: يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. فهذا معنى الرأي الذي نبه ابن عباس عليه، وهو الناشئ عن الجهل بالمعنى الذي نزل فيه القرآن".

ثم ذهب يمثل على كلامه.

وقد اشترط العلماء للمفسر معرفته بأسباب النزول: يقول مؤلف١ "مقدمة كتاب المباني لنظم المعاني"٢:

"ووجه آخر من التفسير أن يبين الناسخ والمنسوخ من أحكام القرآن وما هو حتم من أوامر، أو ترغيب أو تأديب، وما هو عام من الأخبار أو خاص، ويقطع على مراد الله تعالى من كل شيء من ذلك. وما كان من هذا الوجه فإن أولئك الذين شاهدوا وعرفوا سبب نزول الآيات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الذين بعدهم ممن كانوا مِنْ علم تلك الأحوال بمنزلة مَنْ شاهدها لقرب عهدهم بها، واستفاضة أخبارها لديهم وهم التابعون، مَنْ٣ كان يجوز لهم تفسير آيات القرآن على مقتضى ما


١ المؤلف غير معروف ويرى الأستاذ الدكتور غانم قدوري حمد في بحثه "مؤلف التفسير المسمى كتاب المباني لنظم المعاني" المنشور في مجلة الرسالة الإسلامية "السنة السابعة عشرة في العديين "١٦٤-١٦٥ ص٢٤٣-٢٥٥" أنه محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام وهو من رجال القرن الخامس الهجري، ويرجح أنه شرقي.
٢ "ص١٩٥" من الفصل الثامن وهو "في ذكر مَنْ تخرج عن التفسير واستنكره، وفيمن شرع فيه وقام به وأظهره..".
٣ في الأصل: "ومَنْ" فرجحت حذف الواو ليكون "مَنْ" خبر قوله: "إن أولئك" وهذا الكتاب حققه "! " المستشرق "آرثر جفري".

<<  <  ج: ص:  >  >>