للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاهدوه وعرفوا من أسباب نزولها وأحوال من نزلت فيهم، وليس لمن بعدهم ممن لم يتحققوا تلك الأحوال إلا بأخبار تنقل إليهم على ألسنة الرواة مما لا ينقطع على مغيبه باليقين، أن يتعاطوا هذا الوجه من التفسير، وإنما عليهم أن يتبعوا أولئك السابقين ويتطلبوا مذاهبهم وأقوالهم في ذلك فيأخذوا بما أجمعوا عليه أخذًا لا معدل عنه، وينظروا فيما اختلفوا فيه فيتخيروا ما هو أهنأ وأهدى ... ".

وعلى هذا درج الزركشي١ والسيوطي٢ والمتأخرون٣ ولم أقف على مخالف إلا حجة الله الدهلوي فقد قال٤:

"إن أكثر أسباب النزول لا مدخل لها في فهم معاني الآيات اللهم إلا شيء قليل من القصص يذكر في هذه التفاسير الثلاثة٥ التي هي أصح التفاسير عند المحدثين، وأما إفراد محمد بن إسحاق والواقدي والكلبي وما ذكروا تحت كل آية من قصة فأكثره غير صحيح عند المحدثين وفي إسناده نظر، ومن الخطأ البين أن يعد ذلك من شروط التفسير" قلت: لم يعد أحد هذا من شروط التفسير وقد اشترطوا الصحة


١ انظر "البرهان" "١/ ٣١".
٢ انظر "الإتقان" "٢/ ١٨١" في النوع "٧٨".
٣ انظر "التفسير والمفسرون" للذهبي "١/ ٨٥" و"التحرير والتنوير" لابن عاشور: المقدمات "ص٤٢" "ومقاصد القرآن الكريم" للشيخ حسن عبد الرحمن البنا "ص٢٧" و"مبادئ أساسية لفهم القرآن" لأبي الأعلى المودودي المطبوعة في صدر ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية بقلم عبد الله يوسف علي "ص٧" وغيرها.
٤ "الفوز الكبير في أصول التفسير" "ص٦٠-٦١".
٥ يقصد: "البخاري والترمذي الحاكم".
والكلام مسلم على الإمام البخاري، وأما على الإمامين الترمذي والحاكم ففيه نظر معلوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>