وليُعْلم: أن جمعاً من الشُّرَّاح وغيرهم أنكروا على ابن آجروم: إدخاله (سمعت) في أخوات ظَنَّ لأنها من أفعال الحواس وهي لا تتعَدّى إلى مفعولين بل إلى مفعول واحد، وعلى هذا جمهور النحويين من أن (سمع) لا تتعَدّى إلا لمفعول واحد.
لكن ذهب أبو علي الفارسي إلى أنَّ:(سمعت) من أخوات (ظنَّ) تعمل عملها، ولعل الْمُصَنِّف تبعه في ذلك - وهو من الأقوال الشاذة لأبي علي -.
فائدة:
(ظننت) وأخواتها يُسَمِّيها بعضٌ بأفعال القلوب، ويُسَمِّيها بعضٌ بالأفعال المتعَدّية يعني إلى مفعولين، ويُسَمِّيها بعضٌ بأفعال الشك، وهي تسمية الشيء ببعض معانيه، أما أفعال القلوب فالمقصود بها: الأفعال التي تتعلق بالقلوب كـ (رأى) - وسبق أنها متعلقة بالاعتقاد مَحَلّ القلب هنا -، و (عَلِمَ) ومحله القلب هنا ونحوهما. وكذلك الشك فإنه يتعلق بـ (ظننت) ونحوها المفيدة للشك والرجحان.
أما تسميتها بالأفعال المتعَدّية فهذا وصفٌ لجميعها سوى (سمعت) على قول جماهير النحويين.
[باب النعت]
يقول الْمُصَنِّف - يرحمه الله - (باب النعت: النعت تابع للمنعوت في رَفْعه.. الخ)
قوله (باب النعت) يتعلق به شيئان:
أولهما:
تعريف النعت لغة: إذ هو من قولهم: نَعَتَ المرءُ الشيء إذا وصفه بشيء يتعلق به.
وأما الثاني:
فتعريفه اصطلاحاً: وهو وصف اسمٍ لاسمٍ يتبعه في الإعراب والتعريف والتنكير.
مثاله:
قولك:(قام زيدٌ العاقل) .
فـ (قام زَيْدٌ) : فعل وفاعل.
العاقل: نعت لـ (زَيْدٌ) يأخذ حكم (زَيْدٌ) إعراباً - وهو الرفع هنا - لأنه فاعل، وكذلك يأخذ حكم التعريف والتنكير - وهو هنا معرفة - لأنه يُقْصَدُ أحد أشخاص زَيْدٍ أو شخصاً مُعَيَّناً.
فائدة:
هذا الباب يُسَمِّيه بعضهم بباب النعت، ويُسَمِّيه آخرون بباب الصفة، ويُسَمَّى كذلك بباب الوصف، وكلها أسماء صحيحة.