لا الزائدة كقوله تعالى في [الأعراف] : {ما منعك ألا تسجد} ودَلَّ على أنها زائدة قوله تعالى في [ص] إذ فيها {أن تسجد} والزائدة كعدم وجودها.
وأما الثاني:
فـ (لا) غير الزائدة وهي نوعان:
النوع الأول:
لا غير النافية كالناهية والدعائية كقولك: لا تخرجْ يا مُحَمَّدُ. وهذه غير مقصودة في باب (لا) .
والثاني:
لا النافية ولها حالان
الحال الأولى:
أن تكون غير عاملة، وهذه غير مقصودة في باب لا.
والحال الثانية:
أن تكون عاملة، وعملها على جهتين:
الأول: أن تعمل عمل لَيْسَ وهذا نادر ولَيْسَ مقصوداً في باب لا.
والثانية: أن تعمل عمل (إنَّ) وهذا هو المقصود من باب لا. فلها في هذا الباب اسم وخبر كـ (إنَّ) اسمها منصوب وخبرها مرفوع، وهي لا تعمل هذا العمل إلا بشروط، ذكر الْمُصَنِّف - يرحمه الله - شيئا منها.
قوله: (اعلم أن [لا] تنصب النكرات بغير التنوين ...الخ)
يتعلق به شيئان:
أولهما:
حكم (لا) في باب (لا) ، وهو كحكم (إنَّ) عند دخولها على الجمل الاسمية لكن تخالفها في أنها لا تدخل على معرفة أي (لا) .
الثاني:
ذكر شروط تتعلق بباب (لا) :
منها أن تباشر (لا) اسمها النكرة فلا يفصل بين (لا) واسمها النكرة: جار ومجرور أو نحوه.
كقولك: لا في الدار رجلٌ. فقد فصل بين (لا) وكلمة (رجل) بالجار والمجرور ولذا كانت (لا) غير عاملة. فرُفِعَت كلمة (رجل) .
ومنها: ألا تكرر لا لأنها إن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها.
مثاله: لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ. فيجوز أن تنصب كلمة (رجل) وكلمة (امرأة) وذلك عند إعمال لا عمل (إنَّ) ويجوز أن تلغي (لا) فترفع كلمة (رجل) وكلمة (امرأة) .
ومثال باب (لا) الذي توفرت فيه الشروط:
قولك: لا رجلَ في الدار.
فكلمة (لا) : حرف مبني على الفتح أو السكون.
رجلَ: مبني على الفتح في مَحَلّ نَصْب اسم لا.
في الدارِ: جار ومجرور في مَحَلّ رَفْع خبر (لا) .
باب المنادى