أما المعرف بـ "أل" فقد ذكره المؤلف، ولم يترك الحديث عنه كما ترك الحديث في باب الاسم الموصول، اكتفاءً منه بنوع واحد من المبهمات أو من المبهمين وهما اسم الإشارة والاسم الموصول؛ لأنه اكتفى بالحديث في اسم الأشارة، فأما المعرف بـ "أل" -يا أخي العزيز- فهو قال عنه المصنف (الاسم الذي فيه الألف واللام نحو الرجل والغلام) هذا كل حديثه عن الاسم المعرف بـ "أل" وهو النوع الخامس من أنواع المعارف.
أنواع المعارف مرة ثانية: الضمير، العلم، اسم الإشارة، الاسم الموصول المعرف بـ "أل" هذا هو النوع الخامس منها وأما "أل" الداخلة على الاسم فيقسمها النحويون ثلاثة أقسام، لأنها إما للعهد أولتعريف الجنس أو للاستغراق، والعهد قد يكون عهداً ذكرياً وقد يكون عهداً ذهنياً وقد يكون عهداً حضورياً، نمثل لكل واحدة منها أما العهد الذكري فهو لابد أن يكون سبق لما دخلت عليه ذكره في الكلام السابق قال الله عزّ وجلّ ? إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً ?١٥? فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ? [المزمل:١٥-١٦] أي رسول؟ هو المذكور سابقاً فـ "أل" الموجودة هنا هي "أل" التي للعهد الذكري، أما "أل" التي للعهد الذهني فنحو قولك مثلاً جاء الأستاذ تصلح لكل أستاذ لكن إذا كان بينك وبين المخاطب عهد في أستاذ معين فإنه لا ينصرف الذهن إلا إليه هذه "أل" المسماه بـ "أل" التي للعهد الذهني لأنه مخزون في الذهن أما العهد الحضوري فمنه قول الله عزّ وجلّ ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ? [المائدة: ٣] فإن "أل" في اليوم للعهد الحضوري يعني اليوم الذي نحن فيه الآن هذه "أل" العهدية.