أما “أل” الجنسية أيها الأحباب فيطلق عليها بعضهم “أل” التي تدل على الماهية، ومن ذلك نحو قول الله عزّ وجلّ ? وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ? [الأنبياء: ٣٠] وجعلنا من الماء يعني من هذا الجنس فـ“أل” هنا تدل على الجنس.
أما “أل” الاستغراقية التي تدل على الاستغراق فالاستغراق نوعان:
إما استغراق حقيقي، وهو ما له أفراد يشملهم.
وإما استغراق مجازي، وهو ما ليس له أفراد في الخارج ولكنك تطلقه على سبيل المبالغة.
انتبه رحمك الله الإنسان هنا لو حذفت كلمة ال ووضعت مكانها كلمة كل فإنه يستقيم الكلام، لو قلت إن كل إنسان لفي خسر، ودليلك على ذلك أنه استثنى منه الإنسان واحد واستثنى منه جماعة هو قوله سبحانه وتعالى ? إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ? وهذا واضح في هذا الأمر ? وَالْعَصْرِ ?١? إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ? هذه “أل” التي للاستغراق الحقيقي، أما “أل” التي للاستغراق المجازي وهو ما بولغ فيه مبالغة فهي نحو قولك: أنت الرجل علماً، كأنك قلت أنت كل رجل، يعني لو وصف أي رجل في العالم بالعلم فأنت تجمع صفات العلم الموجودة فيه وهذا على سبيل المبالغة، ف “أل” الموجودة هذه “أل” التي تسمى التي للاستغراق المجازي أما الأولى في قول الله عزّ وجلّ ? وَالْعَصْرِ ?١? إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ? فهي للاستغراق الحقيقي.