للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ننتقل بعد هذا إلى حديث المصنف عن المعرفة بالإضافة، يعني أن يكون الاسم نكرة فتضيفه إلى معرفة فيتعرف بالإضافة، وإذا أضفته إلى واحد مما مضى فهو الذي يمسى معرفة بالإضافة، قال المصنف (وما أضيف إلى واحد من هذه الأربعة) هو طبعاً اكتفى بذكر أربعة، الأصل في الكلمة أن تكون نكره ثم تضيفها إلى الضمير فتتعرف فمثلاً عندك كلمة قلم نجرب عليها نقول هذا قلمك، قلم نكرة أضفتها إلى الضمير تعرفت بالإضافة، هذا قلم محمد أضفتها إلى العلم تعرفت بواسطة هذه الإضافة، هذا قلم هذا أضفتها إلى اسم الإشارة، هذا قلم الذي رأيته أمس أضفتها إلى اسم الموصول، هذا قلم الأستاذ أضفتها إلى المعرف بـ "أل" تعرفت بواسطة الإضافة إلى واحد من هذه الخمسة وليس كما قال المصنف رحمه الله إلي واحد من الأربعة.

قال صلى الله عليه وسلم (من سره أن يبسط له رزقه وينسئ له في أثره فليصل رحمه) رزقه هنا رزق نكره، أضفتها إلى الضمير فتعرفت بالإضافة وقال الله عزّ وجلّ ? لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ? [النحل: ١٠٣] فلسان نكره وأضفتها إلى الاسم الموصول فتعرفت وقول الله عزّ وجلّ ? وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً ? [هود: ١٧] كتاب نكره أضفتها إلى العلم فتعرفت بسبب الإضافة وقال الله عزّ وجلّ ?إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ? [آل عمران:٦٨] النكرة هي كلمة ولي والمعرفة التي أضيفت إليها واكتسبت منها التعريف هي كلمة المؤمنين وهي معرفة بـ "أل".

هذا عن ما أضيف إلى واحد من هذه الأربعة ننتقل إلى حديث المصنف عن النكرة قال المصنف (والنكرة كل اسم شائع في جنسه لا يختص به واحد دون آخر، وتقريبه كل ما صلح دخول الألف واللام عليه، نحو الرجل والفرس) .

<<  <   >  >>