فصل في اغتِرَارِ الأَتبَاعِ بمَا زَينهُ لهمُ الشَّيْطانُ فِي مَتْبُوْعِيْهمْ مِنْ مَخَارِيْقَ شَيْطانِيَّةٍ، وَمَكائِدَ إبْلِيْسِيَّةٍ، لِيَظنَّ الأَغمَارُ أَنَّ أُوْلئِك َ المعْبُوْدِيْنَ أَوْلِيَاءُ صَالحِوْنَ، وَأَنهُمْ لِدَعَوَاتِهمُ الشِّرْكِيَّةِ يُجِيْبُوْنَ وَيَنْفعُوْنَ
وَكانَ مِمّا أَضَلَّ كثِيرًا مِنَ النّاس ِ، مِمَّنْ لا تَحْقِيْقَ عِنْدَهُمْ وَلا بَصِيرَة َ، حَتَّى ظنُّوْا أُوْلئِك َ المبْطِلِينَ أَوْلِيَاءَ للهِ صَالحِينَ: مَا أَظهَرَتهُ الشَّيَاطِينُ لهمْ مِنْ خَوَارِقَ شَيْطانِيَّةٍ، وَأَحْوَال ٍ إبْلِيْسِيَّةٍ، فطارَتْ بهمْ فِي الهوَاءِ، وَحَمَلتْ أَرْجُلهُمْ حَتَّى مَشَوْا عَلى الماءِ، وَأَوْحَتْ إليْهمْ بشَيْءٍ مِمّا اسْتَرَقتْهُ مِنَ السَّمْعِ مِنَ السَّمَاءِ، فضَلَّ بذَلِك َ كثِيرٌ مِنَ الدَّهْمَاءِ وَالغوْغاء.
وَلمْ يَكنْ عِنْدَ هَؤُلاءِ مِنَ البَصِيرَةِ وَالعِلمِ وَالمعْرِفةِ، مَا يُمَيِّزُوْنَ بهِ بَينَ أَوْلِياءِ الشَّيْطان ِ وَأَوْلِياءِ الرَّحْمَن ِ، وَلكِنْ سَمِعُوْا أَنَّ لأَوْلِياءِ اللهِ كرَامَاتٍ، وَخَوَارِقَ لِلعَادَاتِ، فلمّا رَأَوْا أَحْوَالَ أُوْلئِك َ الشَّيْطانِيَّةِ، ظنُّوْا هَذَا كهَذَا! فاسْتَحْوَذتْ عَليْهمُ اسْتِحْوَاذا.
وَقدِ اتفقَ أَوْلِيَاءُ الرَّحْمَن ِ عَلى: أَنَّ الرَّجُلَ لوْ طارَ فِي الهوَاءِ، وَمََشَى عَلى الماءِ: لمْ يُعْتَبَرْ بذَلِك َ حَتَّى يُرَى صَلاحُهُ وَاسْتِقامَتُهُ، وَوُقوْفهُ عِنْدَ حُدُوْدِ اللهِ، وَاجْتِنَابهُ مَنَاهِيْهِ، وَإتيَانهُ مَرَاضِيْه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute