فصل في بيان ِ حَال ِ أَحْمَدَ البدَوِيِّ صَاحِبِ القبرِ المشْهُوْرِ ب «طنْطا»
(٥٩٦هـ-٦٧٥هـ)
وَمِنْ قبوْرِ المبْطِلِينَ، التي شُغِفَ بهَا الضّالوْنَ المنْحَرِفوْنَ: قبْرُ أَحْمَدِ بْن ِ عَلِيّ بْن ِ إبْرَاهِيْمَ البدَوِيّ.
فإنهُ نشأَ فاسِدًا ذا أَحْوَال ٍ شَيْطانِيَّةٍ، وَمَخارِيْقَ إبْلِيْسِيَّة.
وَكانَ قبْلَ ذلِك َ قدْ حَفِظ َ القرْآنَ، وَاشْتَغلَ باِلعِلمِ مُدَّة ً عَلى مَذْهَبِ الإمَامِ الشّافِعِيّ. فلمّا اجْتَالتْهُ الشَّيَاطِينُ وَمَسَّتْهُ - في حَال ٍ يُسَمِّيْهَا المتصَوِّفة ُ «حَادِثَ الوَلهِ» -: ترَك َ ذلِك َ كلهُ! وَانسَلخَ مِنْه.
وَكانَ لا يُصَلي! وَإذا لبسَ ثوْبًا أَوْ عِمَامَة ً لمْ يَخْلعْهَا لِغُسْل ٍ وَلا لِغيْرِهِ حَتَّى تَذُوْبَ قذَرًا! فيُبْدِلوْنهَا لهُ بغيرِهَا، فلا صَلاة َ تَحْمِلهُ عَلى غسْل ٍ، وَلا وُضُوْءٍ، وَلا مُرُوْءَة َ نفس. وَقدْ ناصَحَهُ بَعْضُ أَهْل ِ العِلمِ مِنْ مُعَاصِرِيهِ في تَرْكِهِ لِلصَّلاةِ: فلمْ يَسْتَجِبْ وَلمْ يُصَلِّ! أَبعَدَهُ الله.
وَكانَ فاسِيَّ الأَصْل ِ، رَحَلَ بهِ أَبوْهُ إلىَ مَكة َ، ثمَّ سَافرَ هُوَ إلىَ العِرَاق ِ، وَزَارَ بهَا قبْرَ عَدِيِّ بْن ِ مُسَافِرٍ، وَقبْرَ الزِّندِيق ِ المقتوْل ِ عَليْهَا الحلاجِ، ثمَّ زَارَ مِصْرَ، وَدَخَلَ «طنْطا»، وَبَقِيَ فِيْهَا حَتَّى هَلك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute