مِثْلَ مَنْ أَحَاط َ بهِ النَّصَارَى الأَرْمَنُ لِيَأْخُذُوْه. وَآخَرُ قدْ أَحَاط َ بهِ العَدُوُّ وَمَعَهُ كتبٌ مُلطفاتٌ مِنْ مُنَاصِحِينَ، لوِ اطلعوْا عَلى مَا مَعَهُ لقتلوْهُ، وَنَحْو ذلك!
فذَكرْتُ لهمْ: أَني مَا دَرَيْتُ بمَا جَرَى أَصْلا ً! وَحَلفتُ لهمْ عَلى ذلِك َ حَتَّى لا يَظنُّوْا أَني كتَمْتُ ذلِك َ كمَا تُكتَمُ الكرَامَات.
وَأَنا قدْ عَلِمْتُ أَنَّ الذِي فعَلوْهُ ليْسَ بمَشْرُوْعٍ، بَلْ هُوَ شِرْك ٌ وَبدْعة.
ثمَّ تَبَيَّنَ لِي فِيْمَا بَعْدُ، وَبَيَّنْتُ لهمْ: أَنَّ هَذِهِ شَيَاطِينُ تَتَصَوَّرُ عَلى صُوْرَةِ المسْتَغاثِ به) (١).
* وَقالَ: (وَأَعْرِفُ عَدَدًا كثِيرًا وَقعَ لهمْ فِي عِدَّةِ أَشْخاص ٍ، يَقوْلُ لِي كلٌّ مِنَ الأَشْخاص ِ: «إني لمْ أَعْرِفْ أَنَّ هَذَا اسْتَغاثَ بي!» وَالمسْتغِيْثُ قدْ رَأَى ذلِك َ الذِي هُوَ عَلى صُوْرَةِ هَذَا! وَمَا اعْتقدَ أَنهُ إلا َّ هَذَا!
* وَذكرَ لِي غيرُ وَاحِدٍ: أَنهُمُ اسْتَغاثوْا بي - كلٌّ يَذْكرُ قِصَّة ً غيرَ قِصَّةِ صَاحِبهِ - فأَخْبَرْتُ كلا ًّ مِنْهُمْ: أَني لمْ أُجِبْ أَحَدًا مِنْهُمْ، وَلا عَلِمْتُ باِسْتِغاثتِه!
فقِيْلَ: هَذَا يَكوْنُ مَلكا؟
(١) - «مَجْمُوْعُ الفتَاوَى» (١٧/ ٤٥٨).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute