للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقالَ أَيضًا (١/ ١٥٨): (أَشْهَدَنِي الله ُ تَعَالىَ مَا فِي العُلا وَأَنا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ، وَنظرْتُ فِي اللوْحِ المحْفوْظِ وَأَنا ابْنُ ثمَان ِ سِنِينَ، وَفككتُ طلسَمَ السَّمَاءِ وَأَنا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِي السَّبْعِ المثانِي حَرْفا مُعْجَمًا حَارَ فِيْهِ الجِنُّ وَالإنسُ، ففهمْتُهُ وَحَمِدْتُ الله َ تَعَالىَ عَلى مَعْرِفتِهِ، وَحَرَّكتُ مَا سَكنَ، وَسَكنْتُ مَا تَحَرَّك َ بإذن ِ اللهِ تَعَالىَ، وَأَنا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَة َ سَنة).

وَلهُ نظمٌ خَبيْثٌ كنثْرِهِ، مِنْهُ قوْلهُ (١/ ١٥٨):

أَنا الحرْفُ لا أُقرَا لِكلِّ مُنَاظِرٍ

وَكلُّ الوَرَى مِنْ أَمْرِ رَبِّي رَعِيَّتي

وَمَا قلتُ هَذَا القوْلُ فخْرًا وَإنّمَا

أَتَى الإذنُ كيْ لا يَجْهَلوْنَ طرِيْقتي

فأَوْصَلتُ ذاتِي باِتِّحَادِي بذَاتِهِ

بغيرِ حُلوْل ٍ بَلْ بتَحْقِيْق ِ نِسْبَتي

أَنا ذلِك َ القطبُ المبَارَك ُ أَمْرُهُ

فكلُّ مَدَارِ الكلِّ مِنْ حَوْل ِ ذرْوَتِي

وَبي قامَتِ الأَشْيَاءُ فِي كلِّ أُمَّةٍ

بمخْتَلفِ الآرَاءِ وَالكلُّ أُمَّتي

وَلا جَامِعٌ إلا َّ وَلِي فِيْهِ مِنْبَرٌ

وَفِي حَضْرَةِ المخْتَارِ فزْتُ ببُغْيَتي

نعَمْ نشْأَتِي فِي الحبِّ مِنْ قبْل ِ آدَمٍ

وَسِرِّيَ فِي الأَكوَان ِ مِنْ قبْل ِ نشْأَتِي

أَنا كنْتُ فِي العَليَاءِ مَعْ نوْرِ أَحْمَدٍ

عَلى الدُّرَّةِ البَيْضَاءِ فِي خَلوِيَّتي

أَنا كنْتُ فِي رُؤْيا الذَّبيْحِ فِدَاؤُهُ

بلطفِ عِنَايَاتٍ وَعَين ِ حَقِيْقةِ

أَنا كنْتُ مَعْ إدْرِيْسَ لمّا أَتَى العُلا وَأُسْكِنَ فِي الفِرْدَوْس ِ أَنعَمِ بُقعَةِ

أَنا كنْتُ مَعْ عِيْسَى عَلى المهْدِ ناطِقا وَأَعْطيْتُ دَاوُوْدًا حَلاوَة َ نغْمَةِ

<<  <   >  >>