للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال الأستاذ جود (Joad) رئيس قسم الفلسفة وعلم النفس في جامعة لندن في كتابه: (Guide to Modern Wickedness) :

((سألت عشرين طالباً وتلميذة كلهم في أوائل العقد الثاني من أعمارهم: كم منهم مسيحي بأي معنى من معاني الكلمة، فلم يجب بـ ((نعم)) إلا ثلاثة فقط، وقال سبعة منهم: إنهم لم يفكروا في هذه المسألة أبداً. أما العشرة الباقية فقد صرحوا أنهم معادون للمسيحية، أنا أرى أن هذه النسبة بين من يؤمن بالمسيحية ويدين بها وبين من لا يؤمن في هذه البلاد ليست شاذة ولا غربية، نعم إذا وجه هذا السؤال إلى مثل هذه الجماعة قبل خمسين سنة أو عشرين، كانت الأجوبة مختلفة. بناء على ذلك الذين يتفقون في الرأي مع (Canon Barry) ويزعمون أن نهضة مسيحية كبيرة يمكن أن تنقذ العالم سيكونون قليلاً جداً، فإني لا أرى لرأيه هذا مؤيداً ومبرراً إلا أن يكون ذلك رغبته وهواه، فإن الأهواء كثيراً ما تخلق الأفكار، ولكنها لا تولد الشهادات والوثائق، وإن الأحوال والآثار في هذه البلاد لتدل على أن الكنيسة النصرانية ستموت في القرن الآتي، وإليك ما يؤيد هذا الرأي نقلاً من صحيفة يومية:

اخترع رجل في السابعة والسبعين من عمره طريقة تحول بها نسخ الكتاب المقدس العتيقة إلى حشو البنادق والحرير الصناعي واللدائن وأوراق النقد الثمينة، وإن آلته قد نصبت في (Cardiff Factory) وفي ثمانية مصانع أخرى وتصنع بنسخ التوراة القديمة أسلحة حربية وقد استثمر المخترع بالآلة ثروة عظيمة بعد ما عاش في ضنك من العيش.

ويختم الأستاذ مقالته هذه بجملة من التوراة - ولا أجمل منها - لمخاطبة القسوس ورجال الدين أمثال (كينين بيري) وغيره ((فليسمع من له أذنان (١)) .


(١) Guide to Modern Wickedness p. ١١٤ - ١١٥.

<<  <   >  >>