للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العوام والخواص فلا يأتي عليهم حصر (١) .

واستمر هذا الإقبال على الدين والهجرة في طلب العلم النافع والعمل الصالح، وتجشم الأسفار والأخطار لزكية النفس وتهذيب الخلق والتوصل إلى معالم الرشد والاستعداد للآخرة

إلى أول عهد الاستعمار الأوربي؛ فترى في كل قطر إسلامي مراكز دينية وملاجئ روحية يأوي إليها أهل الطلب من سائر الآفاق، وتخطبهم الدنيا والمناصب العالية في الحكومات فيأبون إلا فراراً، ويلجأون إلى هذا المحيط الهادئ الروحي، ويكبون على إصلاح باطنهم وسل حظ الشيطان منه.

وتتعدى في الحضارة إلى أواسط القرن الثالث عشر الهجري وقد احتل الإنجليز الهند، ولما تؤثر حضارتهم وفلسفة حياتهم في مجتمع البلاد، فترى بقايا من الحياة الدينية الأولى، ويحدثنا مؤرخ (٢) عن زاوية الشيخ غلام علي الدهلوي، (م ١٢٤٠ هـ) فيقول:

((رأيت بعيني في هذه الزاوية رجالاً من الروم والشام وبغداد ومصر والحبشة قد بايعوا الشيخ، وعدوا المثول بين يديه حسنة الدهر وسعادة العمر. أما الوافدون من البلاد القريبة كالهند وأفغانستان فكانوا كالجراد، ولا يقل عدد المقيمين في هذه الزاوية عن خمسمائة رجل تقوم الزاوية بنفقاتهم (٣)) .

ويجيل الشيخ رؤوف أحمد المجددي نظره في رجال هذه الزاوية اليوم الثامن والعشرين من جمادى الأولى عام ١٢٣١ هـ فيجد رجالاً من سمرقند وبخارى وتاشقند وحصار وقندهار وكابل وبشاور وكشمير والملتان ولاهور وسرهند وأمروهه وسبنهل ورامبوا وبريلي ولكهنؤ وجائس وبهرائج وكوركهبور وعظيم آباد ودماكه، وحيدر آباد، وبونه وغيرها (٤) .


(١) در المعارف
(٢) هو السير السيد أحمد خان صاحب الدعوة إلى التعليم الإنجليزي في الهند ومؤسس الجامعة الشهيرة في عليكرة.
(٣) آثار الصناديد (الأوردية)
(٤) در المعارف (الفارسية) .

<<  <   >  >>