المسلمين القدامى، والأستاذ ((محمد أسد)) من الأوربيين المهتدين بالإسلام.
ولابد - إذا أراد العالم الإسلامي أن يقوم على قدميه ويفكر بعقله - أن يقاوم هذا الخضوع ويكون فيه علماء عماليق وكتاب جهابذة يتناولون الحضارة الغربية بالنقد والتشريح، وكتابات المستشرقين وآرائهم بالجرح والتعديل. ويتبحرون في العلوم الإسلامية ويتعمقون فيها حتى يفيد منهم كبار المستشرقين في أوربا وأمريكا ويصححون بهم آراءهم وأخطاءهم، ويتوجه رواد العلم والتحقيق والدراسات العالية إلى عواصم العالم العربي وحواضر العالم الإسلامي، كما اعتادوا أن يتوجهوا إلى عواصم أوربا وأمريكا. فهذه المدن الإسلامية أولى
بأن تكون مركزاً للثقافة الإسلامية والعلوم الدينية وآداب اللغة العربية من العواصم الأوربية وجامعات أوربا، ومن سقوط الهمة والقناعة بالدون أن تتخلى هذه العواصم العريقة في العلم والدين عن زعامتها العلمية ومكانتها الرئيسية.
التنظيم العلمي الجديد:
ولابد للعالم الإسلامي من تنظيم العلم الجديد بما يوافق روحه ورسالته. وقد ساد العالم الإسلامي على العالم القديم بزعامته العلمية، فتسرب بذلك في عقلية العالم وثقافته، وتغلغل في أحشاء الأدب والفلسفة، وظل العالم المتمدن قروناً يفكر بعقله ويكتب بقلمه ويؤلف بلغته، فكان المؤلفون في إيران وتركستان وأفغانستان والهند لا يؤلفون كتاباً له شأن إلا باللغة العربية، وكان بعضهم يؤلف الأصل بالعربية ويلخصه بالفارسية كما فعل الغزالي في:((كيمياء السعادة)) .
وإن كانت هذه الحركة العلمية التي ظهرت في صدر الدولة العباسية متأثرة باليونان والعجم، وغير مؤسسة على الفكرة الإسلامي النقي والروح الإسلامي؛ وإن كانت فيها مواضع ضعف من الناحية العلمية والدينية، ولكنها سادت على العالم بقوتها ونشاطها، واضمحلت أمامها النظم العلمية القديمة.
وجاءت نهضة فنسخت هذا النظام القديم باختباراتها ونقدها العلمي، ووضعت منهاجاً جديداً للعلم والدراسة كان نسخة صادقة لروحها وعقليتها ونفسيتها المادية، فلا يخرج منه الطالب إلا وهو متشبع بهذه الروح، وخضع العالم مرة ثانية لهذا النظام التعليمي، وخضع له العالم الإسلامي بطبيعة الحال - إذا كان مصاباً بالانحطاط العلمي والشلل الفكري من زمان، وكان لا يجد المدد والغوث إلا في