ثم ساق الحديث حديث ابن عمر بسنده إلى ابن عمر، البخاري فهو تابع للترجمة السابقة، وإذا قلنا بإثبات الترجمة:(باب دعاؤكم إيمانكم) فلا شك أنه مشكل، إثبات الترجمة مشكل؛ لأن الحديث يطابق للفظ الترجمة السابقة، وعلى تقدير وجود هذه الترجمة فالحديث تابع للترجمة السابقة (باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((بني الإسلام على خمس)) وهو قول وفعل يزيد وينقص.
المقدم: فضيلة الدكتور لو قدر الآن أن من قام بصنع هذا الكتاب أراد التعديل ما هي الطريقة المثلى الآن حتى نتصور أيضاً ما ذكرتم؟ هل الآن يزيل:(باب دعاؤكم إيمانكم) ويعيد الحديث هذا أو ... ؟
يقول: كتاب الإيمان.
المقدم: نعم.
نعم، ثم يأتي بترجمة البخاري إن كانت موجودة، وما أخالها موجودة في الأصول.
المقدم: في المختصر.
في المختصر، إنما يقول: كتاب الإيمان عن ابن عمر على طول؛ لأن دعاؤكم إيمانكم شطر من كلام ابن عباس فيما حذفه المختصِر.
المقدم: هاه، جيد.
والخلاف في نسخ الصحيح في لفظ باب لا في قوله: دعاؤكم إيمانكم؛ لأنه تابع من كلام ابن عباس المذكور في الصحيح، وقال ابن عباس: شرعة ومنهاجاً سبيلاً وسنة، دعاؤكم إيمانكم.
قال -رحمه الله تعالى-:
"عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)) " راوي الحديث هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عبد الرحمن، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد، وهو ابن أربعة عشرة سنة، وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة، وكان من أشد الناس أتباعاً للأثر صحابي مؤتسي -رضي الله عنه وأرضاه-، وإن كان لا يوافق في بعض ما فعله اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها، أو أول التي تليها، والحديث مخرج في صحيح مسلم أيضاً هكذا بهذا الترتيب.