الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة في برنامجكم شرح كتاب الحج من كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح.
مع مطلع هذه الحلقة يسرنا أن نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير فأهلاً ومرحباً بكم شيخ عبد الكريم.
حياكم الله وبارك فيكم وفي الإخوة المستمعين.
لا زلنا في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يركب راحلته بذي الحليفة، ثم يهل حتى تستوي به قائمة.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي الحديث "ثم يهل" يقول الزمخشري: الإهلال رفع الصوت بالتلبية، ومنه: إهلال الهلال واستهلاله، إذا رفع الصوت بالتكبير عند رؤيته؛ لأنه جرت العادة أن يرفع الصوت عند رؤية الهلال، ومنه استهلال الصبي، وهو صوته عند ولادته.
"حتى تستوي به الراحلة" واستواؤها كمال قيامها "قائمة" حال، و"حتى" هنا "حتى تستوي به قائمة" دلالة حتى أنه يبدأ قبل أن تستوي ويستمر حتى تستوي.
المقدم: فإذا استوى انقطع.
يكون انقطاعه عند استوائها "حتى تستوي" في بعض الروايات: "حين تستوي به الراحلة" حين تستوي، ويكون إهلاله بعد استوائها، وسيأتي ما للعلماء من كلام في هذه المسألة، وجاء في حديث جابر عند الإمام البخاري وهو الذي يلي هذا الحديث، حديث الباب، مما لم يذكره المختصر: أن إهلال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذي الحليفة حين استوت به راحلته، وسيأتي أيضاً بعد أحاديث عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أهل إلا من عند المسجد، وسيأتي أيضاً -إن شاء الله تعالى- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركب راحلته ...