التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح شرح حديث:(إنما الأعمال بالنيات)
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول:"وهذا حين الشروع -إن شاء الله تعالى-"، يعني في الاختصار بدأً بالباب الأول كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -.
طالب: أسأل فضيلة الشيخ: ذكر المؤلف بجاه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأشرتم إلى قضية الجاه، لكن نسمع بكلام بعض المتأخرين ممن ينتسبون إلى العلم التسويد، يقول: سيدنا محمد أو سيدنا أبو بكر، أو سيدنا عمر، وبعض الإخوان ينكر عليهم وبعضهم يجوز مثل هذا، ما رأيكم -أحسن الله إليكم- بالتسويد سواءٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم- أو للصحابة أو من بعدهم؟
ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) وثبت عنه أنه قال: ((السيد الله)) فإذا لُمسَ من الأسلوب والتعبير الغلو والمبالغة فينبغي أن يقال: ((السيد الله))، وإذا أنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- في منزلته اللائقة به، وقيل: هو سيد الخلق، لا شك أنه سيد الخلق، وهو الذي يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) لكن هذا فيما للإنسان فيه سعة، أما الأمور المتعبد بها لا يجوز أن يضاف عليها أي كلمة، فلا يقال في التشهد مثلاً: وأشهد أن سيدنا محمد؛ لأن هذا متعبد بلفظه، هذا ذكر متعبد بلفظه، لكن إذا قلت: سيدنا رسول الله، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، لا إشكال في ذلك؛ لأنه سيد ولد آدم، وكذلك الصحابة لا شك أنهم سادة لما اشتملوا عليه، ولما اتصفوا به من السيادة في الدين والإمامة فيه، ينبغي أن ينزه هذا اللفظ الذي فيه شيء من التعظيم والتبجيل، فلا يطلق على منافق ولا على فاسق، وما أشبه ذلك، أما لا شك أن المسلم التقي الورع والعالم لا شك أنهم سادة، وأما الجهال فليسوا بسادة.
طالب: ما ينكر -يا شيخ- على من قال: سيدنا عمر؟
ما فيه إشكال في التعبير العادي، لا إشكال فيه، لكن ما تعبد بلفظه لا، ينبغي أنه إذا اشتف أو لُمسَ من تعبير الشخص أنه ينزل هذا الشخص فوق منزلته ينبغي أن يقال:((السيد الله)) حسماً للمادة؛ لأن الغلو يوصل إلى ما لا تحمد عقباه.