التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - شرح أحاديث كتاب بدء الوحي (٣)
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
"ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة".
الحديث السابع، يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "وعنه"، عن ابن عباس راوي الحديث السابق، "أن أبا سفيان بن حربٍ أخبره، أن هرقل أرسل إليه في ركبٍ من قريش"، هرقل بكسر الهاء وفتح الراء كدمشق، ممنوع من الصرف للعالمية والعجمة، وحكي فيه: هِرْقِل بسكون الراء وكسر القاف، والأول أشهر، ولقبه: قيصر، قاله الشافعي، كما يلقب ملك الفرس كسرى، وملك الترك يقال له: خاقان، ملك الحبشة يقال له: النجاشي، والقبط يقول له: فرعون، ومصر: العزيز، وحمير: تبع، وغير ذلك كما في عمدة القاري، "أرسل إليه" أي أرسل هرقل إليه، أي إلى أبي سفيان "في ركب"، حال كونه مع ركب، جمع راكب كصحب وصاحب، وهم أولو الإبل العشر فما فوقها، "من قريش" صفة لركب، ومن لبيان الجنس، أو للتبعيض، وكان عدد الركب ثلاثين رجلاً كما عند الحاكم وعند ابن السكن نحو من عشرين، وعند ابن أبي شيبة أن المغيرة بن شعبة منهم، وضعفه البلقيني بأن المغيرة كان مسلماً وقتها، فإنه أسلم عام الخندق فيبعد أن يكون حاضراً ويسكت مع كونه مسلماً.