الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلاً ومرحباً بكم إلى حلقة جديدة في برنامجكم شرح الحج من كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، مع مطلع حلقتنا يسرنا أن نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، فأهلاً ومرحباً بك شيخ عبد الكريم.
حياكم الله وبارك فيكم في الإخوة المستمعين.
المقدم: لا زال الحديث حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول:((من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيومَ ولدته أمه)) توقفنا عند لفظة: كيومَ، كيومِ، ووعدنا الإخوة والأخوات بأن نبدأ في هذه الحلقة للتعرف على السبب في الوجهين: يومَ ويومِ.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. في قوله:((كيومَ ولدته أمه)) أو ((كيومِ)) يوم الكاف لا شك أنها جارة.
المقدم: أي نعم.
الكاف جارة، ويوم مجرور بالكاف، والمختار بناؤه على الفتح، لماذا؟ لأنه أضيف إلى جملة صدرها مبني، نعم ((كيومَ ولدته)) الآن الجملة التي بعده ((ولدته أمه)) هو مضاف إليها، وهي جملة صدرها يعني أولها مبني فعل ماضي.
المقدم: نعم.
لكن في مثل قوله -جل وعلا-: {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ} [(١١٩) سورة المائدة] هذه صدرها معرب، ولذلك ...
المقدم: جاءت معربة يومُ.
أعربت، فالمختار بناؤه على الفتح؛ لأنه أضيف إلى جملة صدرت بماضٍ وهو مبني ويجوز إعرابه، وقد روي البناء والإعراب في قوله:
على حينَ -أو على- حينِ عاتبت المشيب على الصبا.
بفتح نون حين على البناء، وكسرها على الإعراب، وما وقع قبل فعل معرب، يعني إذا كانت الجملة التي تليها، التي أضيفت إليها صدرها معرب أو قبل مبتدأ مثلاً، فالمختار فيه الإعراب، ويجوز البناء، هناك المختار البناء يجوز الإعراب في مثل الحديث.