الموضع الرابع: في كتاب المناقب في باب (صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-) قال: حدثنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال: حدثني عبيد الله فذكره، ومناسبته ذكر جوده -عليه الصلاة والسلام- وهي صفة من صفاته -عليه الصلاة والسلام-.
الموضع الخامس: في كتاب فضائل القرآن في باب (كان جبريل يعرض القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم-) قال: حدثنا يحيى بن قزعة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله فذكره بنحوه، والمناسبة ظاهرة، فضائل القرآن باب (كان جبريل يعرض القرآن على النبي -عليه الصلاة والسلام-) فلا شك أن كون القرآن يعرض ويعتنى به، ويدارس في الأوقات الفاضلة، دليل على فضله، فهذه مناسبة الباب للكتاب، كتاب فضائل القرآن، ومناسبة الحديث للباب ظاهرة، والحديث مخرج في صحيح مسلم أيضاً.
المقدم: قال -رحمه الله تعالى-: وعنه -رضي الله عنه- أن أبا سفيان ابن حربٍ أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركبٍ من قريش كانوا تجاراً بالشام، في المدة التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مادّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم فدعا بالترجمان، فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم، فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال: لترجمانه قل لهم: إني سائل هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا، قال: هل كان من آبائه من ملكٍ؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدةٍ لا ندري ما هو فاعل فيها، ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه، قال: فماذا يأمركم؟ قلت يقول: اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما كان يعبد آباءكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ...