عبدان لقب اسمه: عبد الله بن عثمان المروزي، وشيخه عبد الله بن المبارك، والإمام البخاري -رحمه الله تعالى- روى الحديث من طريق يونس ومعمر عن اثنين، الإمام البخاري -رحمة الله عليه- لا يبين صاحب اللفظ بخلاف مسلم فيبين صاحب اللفظ بدقة، حدثنا فلان وفلان واللفظ لفلان، هذا الإمام مسلم، والإمام البخاري كما هنا روى الحديث من طريق يونس ومعمر ولم يبين صاحب اللفظ، فهل اللفظ ليونس أو لمعمر؟ يقول ابن حجر -رحمه الله تعالى- في أواخر المجلد الأول من الفتح صـ (٣٣٦) يقول: "قد ظهر من صنيع البخاري أنه إذا أورد الحديث عن غير واحد فإن اللفظ يكون للأخير، على هذا يكون اللفظ لمن؟ لمعمر، يونس ومعمر، فهل صاحب اللفظ معمر أو يونس؟ ابن حجر -رحمه الله- في هذا الموضع يقول: "أما باللفظ فعن يونس، وأما بالمعنى عن معمر"
عكس القاعدة، لا شك أن القاعدة أغلبية وليست كلية، ولدينا أمثلة مما يخرج عن هذه القاعدة، وإن كان الغالب من صنيعه -رحمه الله تعالى- أن اللفظ للأخير، قال بعضهم أن مراد ابن حجر: صاحب اللفظ هو الأخير إذا روى الحديث عن شيخين من شيوخه، لا من شيوخ شيوخه أو شيوخهم، لكن كلامه عام، يشمل شيوخه ويشمل شيوخ شيوخه ومن فوقهم؛ لأنه يقول: قد ظهر بالاستقراء من صنيع البخاري أنه إذا أورد حديث عن غير واحد فإنه اللفظ يكون للأخير، لكن الذي معنا على خلاف هذه القاعدة.
الموضع الثاني: في كتاب الصوم باب (أجود ما يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون في رمضان) قال الإمام -رحمه الله تعالى-: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا إبراهيم بن سعدٍ أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس قال: كان ... الحديث، ومناسبة الباب للكتاب والحديث للباب ظاهرة، أجود ما يكون في رمضان مناسب لكتاب الصوم، والحديث أجود ما يكون في رمضان مناسب بل مطابق مطابقةً تامة للترجمة.
الموضع الثالث: في كتاب بدء الخلق باب (ذكر الملائكة) قال: حدثنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري، قال: حدثني عبيد الله به، ومناسبته ظاهرة لذكر جبريل في الخبر؛ لأن الباب باب ذكر الملائكة وجبريل منهم.