طالب: أحسن الله إليكم، هنا تأتي مسألة، لما قلتم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أجود الناس، قد يقول بعض الناس: إن هناك من الأغنياء الآن قد يكون معهم أو عندهم من الغنى أكثر مما عند النبي -صلى الله عليه وسلم- هل. . . . . . . . .، وقد يكونوا يجودون مثلاً، بعض التجار عرفوا بالجود، هل ممكن يصلون مع كثرة تبرعهم إلى أكثر من جود النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع قلة ما كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
أبداً؛ لأن الجود نسبي، فالذي يملك المليارات ويتبرع بالملايين، هذا جواد بلا شك لكن ليس جوده مثل الذي يملك الشيء اليسير ويتبرع به كله، هذا نسبي، الجود نسبي بلا شك، وأيضاً الأوقات تختلف، شخص يجود في وقت لا يجد الناس فيه شيء غير شخص يجود على أناس ليسوا بحاجة إلى مثل هذا الجود، ولذا يختلف الإنفاق بعد الفتح عن الإنفاق قبل الفتح، إنسان يجود بماله، يجود بنفسه، يجود بجاهه، أنواع الجود درجات.
طالب: قضية الكرم، قلتم: عدم السرف بعضهم يستدل يا شيخ بقول الله تعالى عن إبراهيم: {أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [(٦٩) سورة هود] فلو جاء ضيف ووضع له ذبيحة أو أكثر أو أقل، يقول: مادام ما ترمى أنا عندي دليل من القرآن {أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} ما الضابط أحسن الله إليك؟
كون إبراهيم -عليه السلام- يأتي بالعجل لا يوجد غيره، فماذا يقدم لضيوفه؟ هل تتصور أن إبراهيم يذهب إلى الثلاجة ويأتي بكيلو أو كيلوين، مقدار ما يحتاجه الضيوف؟ ما عنده إلا هذا العجل، وهذه طريقة الناس كلهم قبل وجود هذه الأمور التي تحفظ اللحم من التلف، والله المستعان.
الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- خرج الحديث في خمسة مواضع من صحيحه، الأول في بدء الوحي في هذا الموضع، قال الإمام -رحمه الله-: حدثنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يونس عن الزهري ح، وحدثنا بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس ومعمر عن الزهري نحوه قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس فذكره، والمناسبة تقدمت الإشارة إليها.