فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآنِ
فتدبر القرآن وترتيله على الوجه المأمور به، ولا يعني هذا إخراجه عن الحد المشروع إلى التمطيط وزيادة الحروف والحركات التي غير مشروعة كما يفعله بعض القراء، لكن مما يعين على التدبر الترسل في القراءة والترتيل، وسماع القرآن من القراء المؤثرين الذين إذا سمعت قراءتهم جزم الإنسان بأنهم يخشون الله ويتقون الله في هذه القراءة، يعين على الترتيل وعلى التدبر مراجعة التفاسير الموثوقة عند أهل العلم، هي التي تكشف معاني هذه الآيات.
طالب: أحسن الله إليكم يا شيخ: قلتم: أن الجملة الثانية (وكان أجود ما يكون في رمضان) المقصود بها أو المقصود بالجملة الأولى -عفواً- أن تذهب مفهوم الجملة الثانية؟ طيب هل تعتبر على ذلك الفهم وعلى هذا الكلام حسب فهمي أنا القاصر، هل تعتبر الجملة الثانية مؤكدة للجملة الأولى، أم ماذا إذا قلنا: أن الجملة الأولى لتذهب مفهوم الجملة الثانية، إذا ما فائدة الجملة الثانية تأكيد فقط؟
الجملة الثانية سيقت لبيان زيادة جوده -عليه الصلاة والسلام-، وزيادة كرمه في رمضان.
المقدم: في رمضان أكثر من غيره؟
في رمضان أكثر من غيره نعم.
طالب: يعني يا شيخ نفهم أن كرم النبي -صلى الله عليه وسلم- كان على درجات؟
على درجات نعم، هو على العموم في جميع الأوقات، وفي جميع الأماكن أجود الناس.
المقدم: لكن كان يزداد في رمضان؟
هو أجود الناس يعني أدنى درجات الجود عنده -عليه الصلاة والسلام- لم يبلغها مخلوق، وهذا الجود يتضاعف في رمضان منه -عليه الصلاة والسلام-.
طالب: يا شيخ كلامكم أن الجملة الأولى تنفي مفهوم الجملة الثانية؟
كان أجود ما يكون في رمضان، يعني لو ما جاء إلا هذه الجملة فقط؟ ما جاءت الجملة الأولى كان أجود الناس، لو لم تأت الجملة الأولى لقلنا: أنه في رمضان أجود من غيره، فعلى هذا ينزل عنده الجود في غير رمضان إلى حدٍ قد يلحقه فيه غيره من كرام الناس.